أغضب منك

أغضب منك ! أبدا أبدا

أغضب منك ؟! لا والله

كيف ستصبح نفسي غضبى

من أغلى ما أعطى إلهي

كيف وأنت بهجة روحي

كيف وأنت النور الزاهي

وإذا أظلم قلبي حينا

كنت الصبح النادي الباهى

أغضب منك !لا والله

كنت ضعيف الركن فكنت

 في أوقات الشدة جاهي

كنت غريب الدار فصرت

أهلا للمسكين الواهي

كنت غفوا ، فاستجمعت  

قوة ذى الشطحات الساهي

وجمعت من حولي الناس

وكنت بداخل ذاتي  لاهي

قلت هذا  رب البيت

وأنت لكل الفكر الطاهي

ماذا كان لدى قولي

ما أجمل أفكاري ؟ ما  هي ؟

أنت لكل جميل منى

كنت البادي وكنت الناهي

أغضب منك ؟أبدا أبدا

أغضب منك ؟  لا والله .

**

أغضب منك ؟ كيف وأنت

كنت لكل جراحي الشافي

كيف وأنت الروض ربيعا

كيف وأنت النبع الصافي

كيف وأنت الرحمة تمشى

 بين الناس بقلب دافى

كيف وأنت روح شفت

بالإيثار وبالإنصاف

كيف وأنت نفس ملاك

يملك هذا السحر الضافي

كيف وأنت عقل يقرأ

ما فى داخل نفسي خافي

كيف وأنت العفو إذا ما

كان القلب الناطق جافى

أنت الصبر على الحاحى

وأنا فظ في إلحاف

كم خمنت ما فى نفسي

وكأنك كنت عرافي

كان البحر عنيف الموج

من كانت فيه مجدافي ؟

كم سامحت فيما أبدى

من طلبات فى إسراف

يا قارئة الهمس بنفسي

عالمة  شتى أوصافي

أأنا أغضب ! أبدا أبدا

أغضب منك ؟! لا والله

**

يا سيدتي ضاق العالم

 حتى أصبح فى شبرين

أنت وقلبي وشذا عطر

 وضيا نور يسبى العين

وصفا همس يسرى نغما

أين الجنة من ذا ؟أين ؟

أغضب منك ؟ كيف وأنت

روح الجنة فى عينين .

أغضب منك ؟! أبدا أبدا

أغضب منك ! لا والله .

**

 يا سيدتي أنت فتحت  

بابا  يغمرني بالنور

أنت جعلت العالم حولي

أشبه بالقصر المسحور

أطلب فى كفيك كأني

أنظر فى كرة البلور

أطلب ما يشتاق خيالي

فإذا بالآمال حضور

أنت الجنة لو صورنا

ما فى الجنة عبر سطور

أنت الدنيا لو قطرنا

ما فيها من كل عطور

أنت خلقت بلدا  أحلى

وكنت الآمر والمأمور

أغضب منك ؟! أبدا أبدا

اغضب من همسات الحور ؟!

لا والله