العدل حياة
محمد ياسين العشاب - طنجة/المغرب
achab79@yahoo.fr
(1)
كَيْفَ تُرْجَى بِغَيْرِ عَدْلٍ حَيَاةُ
مِنْ قُرُونٍ يَسُودُ فِيهَا الْعُتَاةُ!
(2)
دَوَّخَتْهُ الدنيا فحَثَّ خُطَاهُ
يَسْبِقُ الوقتَ أن ينَالََ مُنَاهُ
وأَبَى في الحياةِ إلا مَقَامًا
عَالِيًا سَامِيا يَحُوزُ رِضَاهُ
فَأَتَتْهُ الدنيا بِأَبْهَجِ حُسْنٍ
و عَلاَ قَدْرُهُ وفَاضَ هَوَاهُ
قَائِمًا يَأْمُرُ العِبادَ و يَنْهَى
في شُمُوخٍ، تَعْنُو لَدَيْهِ الْجِبَاهُ
ذَاتَ صُبْحٍ أَتَاهُ رَاجٍ فَقِيرٌ
فَأَبَتْ نَفْسُهُ وضَاقَ مَدَاهُ
قَالَ: أَلْقُوهُ خارجًا لا أَرَاهُ!
مِثْلُ هذا في مكتَبي لا أَرَاهُ!
عَجَبًا! إِنْ هَوَتْ عَلَيْهِ سَرِيعًا
دِرَّةُ الْفَارُوقِ اسْتَعَادَ حِجَاهُ! 2
(3)
أَيُّهَا الظَّالِمُ الْمُضَيِّعُ شَمْسًا
أَشْرَقَتْ في حِمَاهُ عِشْ في ظَلاَمِ
سَلَبَتْكَ الحياةَ فِتْنَةُ نَفْسٍ
قد أَبَتْ في الحياةِ غَيْرَ الْمَلاَمِ!
مَنْ يَهُنْ يَحْسِبِ الْهَوَانَ مَرَامًا
هُوَ للعالمينَ خَيرُ مَرَامِ
هكذا الدَّهْرُ: مَنْ رَأَى النورَ نَاجٍ
و مَنِ ارْتَابَ مُعْرِضًا في سَقَامِ
ما لِمُلْقٍ رَشَادَهُ مِنْ ضياءٍ
أو مُذِلٍّ فؤادَهُ من مَقامِ
خَبِّرُونِي: ماذا أَصَابَ عُقُولاً
مَرَّغَتْ مَحْضَ فهمِها في الرَّغَامِ! 3
حَسِبَتْ مِنْهَاجَ الْحَبِيبِ ظلامًا
فأُصيبَتْ لَيْلاً بِدَاءٍ عُقَامِ 4
فَتَرَجَّتْ دَوَاءَها مِنْ ظُنُونٍ
أَسْلَمَتْهَا في حِينِهَا لِحِمَامِ! 5
اللغة
1) البيد جمع بيداء: مَفَازَةُ مُقْفِرَة.
2) أي لاسْتَرَدَّ عقلَه .
3) مَحْضَ فهمِها أي خَالِصَه.
والرَّغَامُ التراب كما تقدم .
4) دَاءٌ عُقَام: أي لا يُرْجَى البُرْءُ منه.
5) الحِمَام: الموت.
