الجوقة
الجوقة
خضر محمد أبو جحجوح
مخيم النصيرات/ غزة
عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
عضو رابطة أدباء الشام
الجوقة خلف كواليس المسرحْ
تترنحْ
من إعياء حناجرها
وهي تردد ما حفظت قبل المشهد:
( عاش الفارس
عاش وليّ النعمة
حفظ الله الفارس
في لهب الغمة
والبرد القارس )
آهٍ يا شغف الكلمات الحبلى في زمن القحط..
خذني منّي كي لا أتدلَّى من سقف الغرفة
مقلوبا مشبوحا
وأسير على رأسي في الشارع مذبوحا،
لأرى الأشياء
من منا يعرف كينونتها إن لم يمش على رأسه؟!.
والرحمة تتلفع بثياب الرهبوتْ
تتلوى بين أزقتنا في نهر الجبروتْ
والدَّمع على الطرقاتِ حكاياتٌ ومواويلُ
من منَّا لم يذبحْهُ التطبيلُ؟
والجوقة تحكي لحنا ملّته الأزهارُ
...
وأغني حشرجة والأبهرُ مقطوع يتدلى تحت لساني
ودمي يتخثر بازلتا فوق الطرقات
يا آخر فرسان مدينتنا
هذا آخر عهدي بالفرسان النبلاء
والفارس ما زال يمدد كفيه بخاصرة الفقراء ليشبع
لو دجلة عثرت...!!
لو شعب يتعثر في ناصية الشارع،
بجوار القصر
لم يخش الفارسُ ...
لا يتحركُ حزنا إن داس الفيلُ على فرخِ سنونو،
أو هدَّم جدرانا وسقوفا فوق السّمانِ ..
من يتلوى حزنا إن حزن النخل؟!
ويمدُّ السكينَ على نحرِ الرضعْ
والأيتامِ
ويدسُّ الخنجر في القلب الموجوع
كي يتعلمَ جيلُ النخوة فنَّ التطبيل ويخنع
والجوقة ما زالت تترنم
(عاش القبطان الأوحد
والجنرال الأسعد
حامل مفتاح سعادتنا
يتقلد سرَّ التاريخ بهدبيه)
والجوقة ما زالت تتغنَّى طربا
منذ سنينا
عاش المغوارُ
والخنجر في خاصرتي يتحسس مكنون الأسرارِ
آه يا سر البحار الماجدْ
آهٍ يا روما ما أرحمَ نيرونا
والقهر يعرش فوق الجدرانِ
كالشجر المجنون بكل مكانِ
إيه يا زمن الرحمةِ!
من يهديني في هذا الزمن الجبريّ
نسمة رحمة؟!
من يهديني وردة شوقي
وبنفسجتي؟
كي أغفو منذ الآن
آن أواني كي أغفوَ في الأدغالْ!!