صمت المآذن
صمت المآذن
ابن الفرات العراقي
[email protected]
أغـفت على وجع الجراح قبابها
يبكي على سحر الرصافة جسرها
سـكت الأذان وأقفرت ساحاتها
تـشكو لنا مقهى الزهاوي صمتها
روى النزيف دروبها شهقت على
قـتـل . دمـار يـستبيح حياتنا
بـغداد ما عادت كعهدك صاحبي
حـملت بعمق الكون حزن مأتم
بـغـداد جرح شل كل مفاصلي
ضـاع العراق ومصروا أمصاره
وبـرغم كل الموجعات وما أتت
سـاد اللصوص وأمرعوا وتفننوا
أبـلت نضارتها الحروب فشيعت
هي حسرة جابت بصدرك نارها
عـش صاحبي تكويك منها غربة
لا أن تـمـوت بـكل حين ميتة
أحـسـست فيها للمرارة طعمها
جـاءت مـهـذبة القوافي إذ سما
وسـكبت ما شاء النزيف مدامعا
والـحـزن انطقها وأبكى مهجة
ومن القلوب غمست روح مدادها
مـا لـلـعـروبة لا تمد لنا يدا
بـغـداد تـشكو للعروبة جرحها
هـي جـنـة كانت وهم روادها
فـأجتاحها غضب الغزاة ونكست
وتدرعت بالصبر فانتفض اللظى
ولـقد أقول إلى الغزاة ومن مشى
قـلـتـم نريد الى البلاد تحررا
ابـدا سـتـحطمها الدعاة سيوفنا
عـهدا سنمطرهم جحيم ظلامهم
حـيـتك انبار العلى في صيدها
حـمـلت مشاعلها مصاحف ربها
أولاء اهـلـك مذ عرفت مهارهم
ألـمـوقـدي للضيف نار قراهم
قـد عـفروا هام الملوك ونكسوا
عـذرا وتـلك مدينتي تروى لكم
فـغـدا سـتزحم سورها ابناءها
وتـظـل تـروى للزمان حكاية
يـا صـاحبي هيجت في كوامني
يـا نـازفا حمل الجراح بروحه
سـتـعـود تـنشد للرواة خرائدا
وتـعـود بـغداد الحبيبة وألمها
لا تـيـأسـن فـلـلبلاد رجالهاوبـكـت مـآذنها وضج ترابها
ولـهمس ليلات الدروب صحابها
تـلك الجوامع واشتكى محرابها
مـذ غـادرت فـي هجرة كتابها
صـخر الشوارع تستغيث شبابها
عـم الـظـلام وساد فيه خرابها
سـادت خـفـافيش وهر كلابها
وغفى على قصف الرواعد بابها
أرسـى بـاركان الضلوع شهابها
وتـعـددت سـاحـاته وهضابها
فـيـهـا يسوس أمورها نصابها
فـي نـهـبها وتنكست اطنابها
هـذي الـديار وهاجرت أحبابها
فـازدد بـكتك بها ألوفا أعتابها
مـتـحـمـلا منها عليك عتابها
وينال من.... عفو الأسى أغرابها
تـلـك القصيدة إذ دعتك ركابها
أمـل ولاح عـلى البعيد سرابها
حـمـرا وفاض بطيها استغرابها
ومـن الـيـتـامـى انة تنتابها
ومـن الـثـكالى قد أتاك لهابها
طغت الخطوب وامرعت أسبابها
مـلأ الـشوارع بالدمى قصابها
فـمـشـى عليها بالبلا أصحابها
اعلامها ... وعلا الدروب ضبابها
وعدت على الساحات فيه عرابها
فـي ركـبهم قد حان فيه حسابها
لـكـنـكـم منكم نمت اوصابها
وتـعـيش في وادي البلى اذنابها
بـيـد ويـفـتـح للزمان كتابها
أرايـتـهـا كيف استجارغرابها
وتـزوقـت تـيـهـا لها اثوابها
مـا كـابـدت إلا وجاء جوابها
والـى الـمـنايا ما ونوا خطابها
عـلم الطغاة وما استبانا صوابها
اخـبـارها . وعلى الاثير ربابها
قـسـرا وعـنا لن يطول غيابها
مـهـمـا تـقادم عهدها وذهابها
فـتـدافـعت في أحرفي أنخابها
حـلـق فـديتك لن يسود غرابها
غـرا .. دواتـك لـلملا إتعابها
ويـعـود ينشد شعره ( حبابها )
تـنمى على قرع الوغى أصلابها