صحابة الهادي صلَّى اللهُ عليهُ وَسلَّمَ
06أيلول2008
شيماء الحداد
صحابة الهادي صلَّى اللهُ عليهُ وَسلَّمَ 1
شيماء محمد توفيق الحداد
قالَ اللهُ تعالى: {مُحَمََّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَينَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانَاً}.
صحابةُ الهادي بدورٌ في الدُّجى[2]
بـمـكَّـةَ أشـرقَ الإسلامُ وَديـنُ الـحـقِّ قـدْ أجلى فساداً فـأوتـارُ الـظَّلامِ غدتْ حطاماً أيـا زهـرَ الـرَّوابـي كمْ تغنَّى وَيـا صـحـراءُ كـمْ للماءِ ظامٍ وَيـا لـيـلَ الـدَّياجي كمْ تلاقي وَيـسـهـرُ فـيكَ مهمومٌ حزينٌ وَيـرفـعُ طـرفَـهُ نـحوَ الثُّريَّا - ألاتٌ خـالـقُ الدُّنيا؟!، وَعُزَّى مـنـافٌ قـدَّرَ الأرزاقَ؟!، لكنْ! وَيـمـضـي في خواطرهِ كئيباً: إلـى أنْ جـاءَ هـاديـنا بهدْيٍ، وَآمــنَ مـعْ نـبـيِّ اللهِ قـومٌ أيـا شـجـرَ الـحُدَيبَةِ فلتقولي وَيـا طـيـرَ الـمـدينةِ فلتغنِّي وَمـنْ ضـحَّـى بـبدرٍ يومَ قيظٍ وَمـنْ لـبَّـى الـنِّداءَ بيومِ أُحْدٍ وَمـا ضـعفوا وَلا وهنوا وَلا لمْ وَمـا اهـتمُّوا بجوعٍ أوْ بضَنْكٍ؛ وَمـنْ نـشَـدَ الشَّهادةَ كلَّ حربٍ وَمـنْ في الحربِ جاهدَ كلَّ كفرٍ وَمـنْ فـي سِـلْـمهِ يغدو حَماماً وَمـنْ رأوُا الـنَّـكالَ بعينِ صبرٍ وَمـنْ يـأبى خضوعاً أوْ خنوعاً وَمـنْ لـنـبـيِّـنا كانوا جنوداً وَمنْ إنْ وسوسَ الشَّيطانُ صاحوا: وَمنْ إنْ أخطؤوا فالأرضُ ضاقتْ إذا مـا لاحَ شـيـطـانٌ رآهـمْ صـحـابـةُ خيرِ خلقِ اللهِ كانوا سـمـتْ أخـلاقُـهمْ نُبْلاً وَخيراً أبـو بـكـرٍ صـحـابيٌّ جليلٌ وَمـنْ كـانَ الـشَّديدَ لحبِّ حقٍّ حـيـيٌّ يـابـنَ عـفَّانٍ خلوقٌ وَأوَّلُ مـسـلـمِ الفتيانِ صحبي وَأذِّنْ يــا بـلالُ بـهـا أذانـاً وَأعـلـنْ فـي الورى أنَّا أسودٌ وَيـاسـرُ مـعْ سـميَّةَ آلُ صبرٍ وَأوَّلُ مـنْ رمـى فـي اللهِ سهماً وَفـاتحُ مصرَ عَمْرٌو يابنَ عاصٍ وَكـلُّ الـصَّحبِ قدْ كانوا شعاعاً | نوراًأضـاءَ الأرضَ وَاخترقَ الضَّبابا وَأيـنـعَ هـديُـهُ ثَـمَراً فطابا وَصـوتُ المصطفى قمعَ الغرابا بـأرضـكِ عاقلٌ نشَدَ الصَّوابا؟! مـشـى جَـذِلاً فـألفاهُ سرابا؟! هـمـوماً أوْ لواعجَ وَاضطرابا؟! يـداري الـيأسَ وَالقلبَ المصابا يـفـكِّـرُ سـاهماً يرجو جوابا: بـنـى فـيها جبالاً أوْ هضابا؟! أنـا ألـفـيـتُـهـا حَجَراً ترابا - أكـانَ الـحقُّ حقّاً أمْ كِذابا؟!! بـديـجـورِ الـظَّلامِ غدا شهابا زكـتْ أحـلامُـهـمْ وَغدتْ لُبابا حـكـايـةَ مـنْ لبيعتكِ استجابا تـحـيَّةَ شكرِ منْ قهروا الصِّعابا بِـجِـلَّـةِ مـالـهِ يرجو الثَّوابا وَكـانَ بـعـزمـهِ صقراً مُهابا يَـسَـلْ عـطشانُهمْ يُرِدِ الشَّرابا فـحـزنُ الـقـلبِ قدْ ولَّى غيابا بـشـوقٍ قدْ رأى سُبُلاً رِحابا[3] وَجـنـدَلـهُ كَـمَـنْ قتلَ الذُّبابا وَمـنْ فـي حـربهِ صارَ العُقابا نـعـيـمـاً، فازدروا ذاكَ العَذابا يـلـبِّـي الـحـقَّ يـتَّبعُ الكتابا وَمـنْ لـكـتـابنا كانوا الصِّحابا - أيـا إبـلـيسُ لمْ تكنِ المُجابا! وَعـيـنُ التَّوبِ أشبهتِ السَّحابا يـغـيِّـرُ دربَـهُ فـقـدِ استهابا خِـيـاراً إنْ كـهـولاً أو شبابا سـمـوا بـالدِّينِ فاكتسبوا الثَّوابا وَصـدِّيـقٌ وَلـلـحـقِّ استجابا تـرى عُـمَـراً بهِ أُسْداً غِضابا لـكَ الـنُّـورانِ أتـرابـاً كِعابا عـلـيٌّ طـلَّـقَ الـدُّنـيا وَطابا يُـذِلُّ رؤوسَ مـنْ حاكى الكلابا وَصُـبْـرٌ فـي اللِّقاءِ وَلا نُحابى ضـحـيَّـةُ ظلمِ منْ آخى الذِّئابا حـواريُّ الـرَّسولِ رمى الحِرابا وَصـبراً يا خُناسُ دعي المُصابا بـعـمـرانِ القلوبِ محوا خرابا |
الوزن: بحر الوافر.