اخلعْ هُنا نعليكَ يا وطني
30آب2008
رائد عبد اللطيف
اخلعْ هُنا نعليكَ يا وطني
رائد عبد اللطيف
اخـلـعْ هنا نعليكَ يا غـسِّـلـهـمُ.. كفنهمُ خجلاً وانـعاهُمُ- بعد الصلاةِ- أسَىً واذهـبْ إلى فِرْعونهمْ غضِباً أنـتَ الـذي مازلت تحضنُهمْ يـا يـوسـفُ المُرْمَى بجبِّهِمُ كـتَّمتَ صوتاً في الحشا عَرِماً تـأسـى، إذا قدَّسْتَ عِترتَهُمْ كـانت جبالُ الأرضِ قبضتَها والـلـؤلـؤُ المَرجانُ زينتهَا صارتْ جبالُ الأرضِ ملجأَها شنقيطُ(1)، لبْيا، بل جزائرُها لا مـصـرَ.. لا عمَّانَ منزلُها يـا لـيـتَ لو بدَّدتُ نطفتَهمْ لـكـنَّـكَ القلبُ الرؤومُ بهِمْ فـاغضبْ وقَطِّبْ حاجِباً هَرِماً لا تـبـكـينَّ العُربَ يا وطناً واكـتبْ على حيطانِ تربتهِمْ | وطنيوادخـلْ عـليهمْ حُجرةَ خـلّـصْـهُمُ من عُقدةَ الرَّسنِ حـنِّـطهُمُ في صفحةِ الزَّمنِ طـهِّـرهُـمُ من سُلْطةِ الوثنِ خـانـوا، وأنتَ العهدَ لم تخُنِ بـاعـوا ونالوا أبخسَ الثَّمنِ كـالـبحر يكتمُ صرخةَ السُّفنِ ويْ إنـهـا كانتْ.. ولم تكنِ فـي الـشامِ في بغدادَ واليمنِ في القدس في بيروت في عدنِ والـجـدولُ العريان من وهنِ المغربُ، الخرطومُ.. وا حزني فـالـيـومَ شاخت عِزَّة المدنِ شـرَّدتُ فـيهم رضعةَ اللبنِ تـرعـاهُـمُ سرَّاً عنِ العلنِ مـن شـدِّةِ الـهزَّاتِ والمِحَنِ وادفنهُمُ في ساحةِ العطنِ (2) هـنَّـا يُـسجَّى باعةُ الوطنِ | الكفنِ
(ا) شنقيط: كناية عن مورتانيا
(2) ساحة العطن: مربض الغنم