نزيف من جراح امتنا
عبد الله ضرَّاب - الجزائر
[email protected]تَهادَتْ بِنَا الأيّامُ سُودًا لَيالِياَ
وعانتْ من الويلاتِ في كلِّ لحظةٍ
فأضحى كلامُ القلبِ دمْعا مُرَقرِقا ً
وعُضِّي نيوبَ الدَّهرِ إنِّي لصابرٌ
ولن يسمعَ الأعداءُ منِّي تأوُّهاً
وأخفي خلالَ الصَّدر والهمُّ طافحٌ
ألا ليت هذا الشِّعر يُسعف في الورى
ولكنَّ قولَ الشعر يُلهبُ لوعتي
* * *
أأسلو وأرض الله تَمخُرُ في الوغى
أأسلو وهذا الكفرُ يُفرض عُنوة ً
أأسلو وشبلُ الضَّاد يَرطَنُ لاَحِنًا
أأسلو وجيلُ اليوم يجهلُ دينَه
ويُرمى إلى الإسفاف والفتك والخنا
أأسلو وأمرُ العُرْبِ للغرب تابعٌ
أأسلو ومُدْيُ الذَّبح تُشحذُ حولنا
أأسلو وبنت الدِّين تُفضحُ في الدُّنا
أأسلو وصُلبانٌ تُقام بأرضنا
أأسلو وبغدادُ العريقة تشتكي
أأسلو وسودانُ الشريعة رازحٌ
أأسلو وصومالُ العروبة شاخبٌ
أأسلو وشيشانُ الأخوَّة في الهدى
أأسلو وبَلقاني يُقَدُّ من الحمى
أأسلو وأفغاني تناثر شعبُه
أأسلوا وسوريا المجد تسقط في الوغى
أأسلو وبيتُ القدس ديسَ بخسَّةٍ
أأسلو وغزَّاءُ الشهادة حُوصرتْ
كأنَّ العِدى في الأهل خاب رِهانُهم
أأسلو وليبيا العزِّ يُطعن عزُّها
لقد بالغوا في الكيدِ والغلِّ والأذى
أأسلو وأشياخُ الشريعة قد غدَوْا
إذا لم يَعِ الأشياخُ حِبكة ناقمٍ
* * *
سَلَوْنا زمانَ النَّومِ واليوم أيقظتْ
سبَابٌ لخير الخلقِ أدمى قلوبَنا
ولكنْ إذا الويلاتُ حلَّت بدارِنا
وُعِدْنا بأنَّ النَّصر آت إذا طغوْا
ألا إنَّ عهد الله نصرُ بني الهُدى
ومن أسلمَ الإخوانَ للظلم خاذلاًوأمستْ حَوادي الرُّوح ثكلى بَواكِياَ
نفوسٌ رماها الغربُ بالظلم قاسياَ
وهذا نشيدُ الجُرحِ ينزفُ ناعياَ
مقيمٌ على الأشواك عُمْريَ راضياَ
وإن كنتُ أقضي الّليلَ لله شاكياَ
جراحا يَنِزُّ الآهُ منها سواقياَ
ويروي إلى الأجيال ما قد جرى لِياَ
ويُذكي جمارَ الحزن في القلب ثانياَ
* * *
ودين ٌيُجلُّ الله يَرسُفُ عانيا؟
ويُقسى على من قام لله داعيَا؟
ويُغريه أنَّ الرَّطنَ يَرفع عالياَ؟
ويغدو بمكرِ الغرب للفتك ضارياَ؟
ليبقى عديم النَّفع غِرًّا وخاوياَ
وأمسى عن الإسلام والعدل نائيا؟
وهذا ذبيحُ الغدر يلعب لاهيا؟
فتبكي ولكن من يرقُّ لباكيهْ؟
فتغوِي ببعض اللَّغو من كان غاويا؟
خِلافا وإخلافا وغدرا وغازياَ؟
أتى الكفرُ يلوي اليومَ ما كان بانيا؟
تَداعَى عليه الكفر فانهدَّ ذاويا؟
طريحٌ يلوك الذلَّ في السرِّ شاقياَ
غدا في يمين الكفر والبؤس ثاويا؟
قتيلا وخوَّاناً طريداً وطاوياَ؟
تَداعَى عليها الغدرُ من كلِّ ناحيه
فأضحى جريح المَتْنِ في الأرض خالياَ؟
كأنَّ الرَّدى المسكوب لم يكُ شافيا؟
أذى خلطة الفُصفُور لم يكُ قاضياَ
بِنَوْكَى بني الأعراب طعناً مُغاليا؟
لقد أظهروا بالغدرِ ما كان خافياَ
لدى أمَّة الصُّهيون جيشا مُواليا؟
فقلْ يا رؤوس الجهل صبِّي البَلاوِياَ
* * *
طبولٌ لأهل الغلِّ من كان غافيَا
وذبحٌ لأهل الحقِّ قد صار عادياَ
صبرنا وكان الله عدلاً وكافياَ
فطوبى لمن يبقى شهيدا وحامياَ
فهل صار شعبُ الذِّكر للعهد ناسياَ
سيغدو وبعد العارِ في الظلم هاوياَ