قضاء العالمين
28أيار2015
شاب ناشيء
شاب ناشيء
أأنتَ أمِ استشهادُكَ السّيدُ أتيتَ إلى الدنيا، وليس لأهلِها جلوتَ دياجيها، وجدَّدْتَ عِزَّها وعلمُكَ موفورٌ، وفكرُكَ ثاقبٌ على نصرةِ الإسلامِ أيقظتَ أمةً تُعِدُّ له جيلاً يجمِّلُهُ التقى وقفتَ بوجه الشِّرْكِ، والشركُ حاقدٌ وقمتَ بأمر الدينِ تعلي لواءَه على نهج طه أقبلوا، وتعاهدوا ولم يُخلِفوا للهِ عهداً، وما لهم تقودُهمو يا سيَّد الفكر والحِجى تعلِّمهمْ أن الحياةَ عقيدةٌ وأن رضا الرحمنِ أقدسُ غايةٍ وأنَّ لهذا الدين نهجاً، وغايةً وليس لأدواء الزّمان وأهله وتوضح للدرب الطويل «معالماً» فللهِ جندٌ يُرهِبُ البغيَ بأسُهمْ فذاتُهُمُ القرآنُ لا شيءَ غيرُه لَعمري غريباً عاد أمركُمو، وكم فها أممُ الأرضِ العديدةُ تلتقي تداعتْ علينا مثلما قال أحمدٌ صليبةً عادت بكلِّ عديدها ففي كلِّ ميدانٍ لها ألف فارسٍ وللمسلمين الجهلُ والفقرُ والأسى قلوبُهمو شتّى، وأهواؤهم معاً يقودهمو في كلِّ مصرٍ أراذلٌ على البغي والطاغوتِ قامت أمورهمْ وليس سواكم يا أحبّايَ منقذٌ عناية ربِّ العالمين ثباتكمْ ومن يكن الإسلامُ غايتَه، وإن * * * أأنتَ أم استشهادُك السيد القطبُ لعمري وما في العلم مثلُكَ مُعْلَمٌ مِدادُكَ نور الأرض يجلو ظلامَها لقد كنتَ في الدنيا حكيماً مجرَّباً وللمسلمين الصِّيدِ خيرَ مُعَلِّمٍ تذبُّ عن الإسلام في كل ساحةٍ أيا منشيء الأجيال ديناً وغايةً لعمري وما مات الشهيدُ ولا قضى هنالك يحيا في الجنانُ مُنعَّماً أيا رب يقضي سيّدٌ، ورجالُه أمن نوّر الدنيا علوماً مُجندلٌ أمن كان للرحمن قلبٌ بجنبه فيستورد الإلحادَ والكفرَ جاهداً يُضلِّله حيناً، وحيناً يُضلُّه حكومتُه الأوشابُ والحقدُ دينُهم على أهل دين الله قد زاد حقدُه ينال به الدولار والروبل والمنى ولا ضَيْرَ في هذا، ولا عجَبٌ به وكلٌّ سواءٌ في الفساد وإن تكن تظاهر بالإسلام وهو دعيُّه فليس بعاصي الحمرِ أسيادِ عزّهِ وأغرب من ذا أنه خيرُ صالحٍ نعمْ إنه واللهِ أعظم فارسٍ فلا بدَّ من يومٍ يُبال برأسه * * * لعمري أيُنسى الفرغليُّ، وعَودةٌ أينسوْن؟! مات النَّسْيُ قبل مماتهمْ لئن يك ربُّ العالمين لحكمةٍ فأرواحهم تبقى على الدهر شاهداً مصائب جند الله لا طال ليلُها وإن قضاء العالمين أجلُّها إذا كان في السجن الليوث وبأسهم وإن يك سفاحُ البلاد رئيسَها * * * نعاك أحبائي فيا هولَ مهجتي فيا ليت أني قد نُعيتُ، ولم أكن وقلت وفي قلبي رجاءٌ وحسرةٌ تخيّره ربُّ العباد لقربه فإن يك ولّى عن حمانا بجسمه بأجفاننا مثواه، والروح دونه * * * شكوتك يا وغد الكنانة للذي فلا تحسبنَّ الله عنكَ بغافلٍ | القطْبُأيا سيِّداً أغنى الزمانَ بك كمثلكَ قطْبٌ تستنيرُ به الشْهبُ فدهرُكَ تيّاهٌ، ونورُك لا يخبو وقد صحّ منك الدّينُ والرأيُ واللبُّ وأحييْتَ آمالاً تداركها خطبُ وبالدّين والإيمانِ عودُهُمو صَلْبُ على العرْبِ والإسلامِ في يده العَضْبُ وحولَك في الميدان أشبالُه الغلبُ وفي حبّه شبّوا، ودعوتَه لبّوا سوى دعوةِ التوحيد قصدٌ ولا حبُّ فليس وإنْ تقضوا بدربكمو صعبُ وموتَ الفتى من دونها أملٌ عَذْبُ ترجّى.. وعزُّ المرءِ إن ناله يربو ومنهجه الإيجاب لا القول والسَّلبُ سوى دعوةِ التوحيد آسٍ، ولا طبُّ ينوّرها الآيُ الكريمُ، فلا تخبو وتنهدُّ أركانُ الطغاة إذا هبّوا وفي الملأ الأعلى مقامُهمُ الرحبُ لسيدنا طه تكشَّفتِ الحْجبُ! عليكم.. فهبّوا للوغى إخوتي هُبّوا وجُنَّ بهم حقدٌ.. وزاد بهم رعْبُ0 وتصبو لمحوِ الدينِ أوّلُ ما تصبو وفي كل ساحٍ من عداوتها إلبُ وكلُّهمو عزْلٌ، وكلُّهمو سُلّبُ وأهدى سبيلاً من تحيُّرِهمْ ضَبُّ لدينك ربي منهمُ الاِسمُ والثوبُ ويرضوْن بالكرسيِّ إن نابَنا خطبُ ولا قائدٌ يرضاه غيرَكمُ الشعبُ وكلُّ قلوب المسلمين لكم تصبو تألّبتِ الدنيا عليه له الغلبُ * * * أيا سيّداً منا تخيّرك الربُّ ينوحُك قرآنٌ، وتندبك الكتْبُ فدأْبُك فيها العلمُ والنُّصحُ والرأبُ وفي الدِّين أنتَ المعلَمُ السيدُ القطبُ وكم ردَّ كيدَ البغي موقفُك الصلْبُ فيُرهِبُ من عاداه من بأسِكَ الذَّبُ بمثلك تزهو ثم تزدهر الحقْبُ ولكنَّ في الفردوس منزلَه رحبُ وكم لذ قربَ الأنبياء له القربُ! ويعثو فساداً في كنانتكِ الذئبُ! ومن عاف دينَ الله يُجلى به الكربُ! كمن كان للسوفييت ماضمّه الجنبُ! ويسعى بتكفيرٍ وإن كره الشعبُ ويضرب بطّاشاً، ويحلو له الضربُ ألا ليت شعري كيف يرتفع الوشبُ! فَمَحْوُهُمو عزٌّ إليه غدا يصبو ويشفي غليلاً كان أضرمه الغربُ فمن خالفوا الإسلامَ منهجهمْ ثلْبُ تعدّدتِ الأسماءُ، واختلف الحزبُ وحارب لكنْ ضدَّه كانت الحربُ ولا الشُّقْرِ من قالوا له إنك الربُّ لنصرة دين الله.. خاب لهمْ حَسْبُ ولكنْ على الإسلام قاتله الربُّ ويفقدُ تأليهاتِه ذلك الوشبُ * * * وفي كلِّ قلبٍ من مصابهمو كربُ! فهمْ في دم الأحرارِ ما أمطرت سحبُ تخيَّرهمْ منّا، وهم قادةٌ نُجْبُ علينا.. ونوراً يستضيء به الركبُ يذوب الحشا منها، وينفطر القلبُ وخطبٌ نذيرٌ لا يقاس به خطبُ فقد ضاع فيها الحق، واستأسد الكلبُ فقد عمّ فيها القحطُ، وانتشر الجدبُ * * * دموعٌ غزيراتٌ تُبين، ولا نحْبُ لأسمع نعياً دونه يعذب النحبُ لمن خالفوا الإسلام يا إخوتي الندبُ وأغلى به ثأراً، وطاب له القربُ فما زال حياً، والقلوبُ له التربُ وليس لنا إلا معالمهِ دربُ * * * لقدرته الخذلان والنصر والغلبُ وما غيرُ ربّ العالمين لنا حَسْبُ | الربُّ؟!
نظم هذه القصيدة شاب ناشيء ليلة استشهاد العلامة سيد قطب رحمه الله وغفر له وقد بقيت على حالها منذ ذلك التاريخ وفاء للحقيقة والتاريخ.