كَفُّ الضِّمَاد

عيسى جرابا

لِلحَزْمِ عَاصِفَةٌ… يُضِيْءُ غُبَارُهَا

يَجْتَاحُ لَيْلَ الـمَارِقِيْنَ… نَهَارُهَا

هَبَّتْ مُجَلْجِلَةً… فَعَادَ لِـمَيِّتٍ

نَبْضٌ… وَأَهْرَقَ صَمْتَهُ إِصْرَارُهَا

نَفَضَتْ عَوَالِقَ ذِلَّةٍ… عَنْ أُمَّةٍ

فَتَنَفَّسَتْ أَمَلاً… وَبَانَ مَسَارُهَا

وَتَوَثَّبَتْ… تَسْتَقْرِبُ الوَعْدَ الَّذِي

هُوَ نُوْرُهَا حِيْناً… وَحِيْناً نَارُهَا!

وَتَجَدَّدَتْ أَحْلَامُهَا… فِي وَحْدَةٍ

مِنْ غَيْرِهَا… لَا لَنْ يَقِرَّ قَرَارُهَا!

لَبَّيْكِ يَا يَمَنَ الهُدَى لَبَّيْكِ… كَمْ

دَوَّتْ… فَأَيْقَظَ مَنْ غَفَا تَكْرَارُهَا!

لَبَّيْكِ مِنْ قَلْبِ الجَزِيْرَةِ… إِنَّهَا

كَفُّ الضِّمَادِ… إِذَا تَأَلَّمَ جَارُهَا!

لَبَّيْكِ… مَا فَتِئَتْ مَآذِنُ مَكَّةٍ

تَشْدُو بِهَا… وَتُعِيْدُهَا أَطْيَارُهَا!

لَبَّيْكِ… حَتَّى تُزْهِرَ الأَرْضُ الَّتِي

جَفَّتْ… وَسَامَ خِيَارَهَا أَشْرَارُهَا!

يَمَنَ العُرُوْبَةِ أَنْتِ مِنَّا… كَمْ يَدٍ

بَاتَتْ تَعِيْثُ يَمِيْنُهَا… وَيَسَارُهَا!

فَتَجَهَّمَتْ صَنْعَا… وَضَاقَتْ جَهْرَةً

بِالـمُخْلِصِيْنَ لَهَا… وَطَاشَ قَرَارُهَا!

حَرْبٌ مُؤَدْلَجَةٌ… تَجَلَّتْ لِلوَرَى

أَبْعَادُهَا… وَتَكَشَّفَتْ أَسْرَارُهَا!

مَنْ فَجَّرُوا فِيْكِ الـمَسَاجِدَ مَا رَعَوا

حُرُمَاتِهَا… أَنَّى لَهُمْ إِعْمَارُهَا؟!

حَرْبٌ تَشُبُّ عَلَى ثَرَاكِ… وَإِنَّمَا

فِي نَحْرِ مُوْقِدِهَا الغَبِيِّ دَمَارُهَا! 

يَمَنَ الإِبَاءِ… يَشِعُّ وَجْهُكِ عِزَّةً

وَعَلَى وُجُوْهِ الخَائِنِيْنَ صَغَارُهَا!

أَفَتَخْضَعِيْنَ لِعُصْبَةٍ… مَأْفُوْنَةٍ

يَجْرِي بِهَا نَحْوَ الهَلَاكِ صِغَارُهَا؟!

ثُوْرِي… فَمَا وَاللهِ هَانَتْ ثَوْرَةٌ

بِالحَقِّ… قَادَ جُمُوْعَهَا أَحْرَارُهَا!

هَذَا جِهَادٌ… كَيْفَ تُهْزَمُ أُمَّةٌ

لِلهِ هَبَّتْ… وَالجِهَادُ شِعَارُهَا؟!