وداعاً صلاحْ

" في وداع الشاعر : صلاح جلال رحمه الله رحمة واسعة "

            *******

وداعا ً صلاحْ

أيا صوتَ حَرْفٍ  علا  في السماءْ

سرى في القلوب ِ بدا  كالضياءْ

تربَّعْتَ مِن فوق عَرْش ِ الحروفْ

وأبحرت في لجَّةِ  المبدعينْ

وعاد القصيدْ

له من سنا حرْفِ صِدْق ٍ بيانْ

وللحق تغدو

بحرفٍ سني ٍّ به الفجرُ لاحْ

وداعاً صلاحْ

      ***

ولا زلتَ حيا ً

بمدح النبي وخير الأنامْ

ولا زلت حيا ً

تغني بحُبِّ ٍ لقدس ِالسلامْ

تدندن بالشعر للثائرينْ

وكم لاحَ منكَ الشعاعُ الوضيءْ

ووجهٌ بريء

يحاكي حروفَ الأديبِ الكبيرْ

وقلبٌ  له رقة ٌ كالنسيمْ

وصوتٌ رخيمْ

مضى ينشرُ العِطـْرَ في كل ساحْ

وداعا ً صلاحْ

***

وطاب الحُداءْ

بحُبٍ صفي ٍ عظيم ِ الوفاءْ

لخير البريةِ والأنبياءْ

وزاد الحنينْ

إلى المصطفى سيِّدِ المرسلينْ

وغابَ الأنينْ

ويبقى  ليَ الشوقُ للماجدينْ

تداعى البكاءْ

وكم كان صَعْبا ً عليَّ الرثاءْ

بكت حولك اليومَ هذي الحروفْ

كذا القلبُ من حزنهِ  في جراحْ

وداعا صلاحْ

*****

وللحرفِ نزْفٌ يُرَى كالسيولْ

أسىً في بكاء ٍ بليل ٍ  يطولْ

أسىً لا يزولْ

أرى منه إنَّ الورى في ذهولْ

أحقا ً صلاحُ الذي كالنسيمْ

أبى أن يقيمْ

ولكن صوتَ الحروفِ المُقيمْ

تردَّدَ في كلِّ قلبٍ سقيمْ

فتمَّ الشفاءْ

بإنصاتِ  رُوح ٍ لمدْح ِ الرسولْ

نصلـِّي عليهْ

ونهفو  إليهْ

ونطمعُ في القرْبِ يومَ الوصولْ

لنيل ِ القبولْ

هو الشوقُ  كالمِسْكِ في الكون فاحْ

وداعا ً صلاحْ

*****

تصلي عليكَ الحروفُ الندية ْ

وتبكي عليكْ

أيا شاعراً عاشَ لـُبَّ القضية ْ

يغنـِّي لغزَّة ْ

ويهفو إلى القدس ِ منه القصيدْ

وكم حنَّ للمسجدِ المُجتبى

وما طاب يوما له مُشتهَى

سوى سَمْع ِ ذاك الصهيل ِالجليلْ

سوى سمْع ِذاك الصليل ِالجميلْ

على باب قدس ٍ وبين الرماحْ

وداعا ً صلاحْ

****

لكَ اللهُ  من راحل ٍ لم ينمْ

لكَ اللهُ  كما زاد فيك الألمْ

وكم عشت تحدو بأحلى نغـَمْ

وحركَّتَ بالحُبِّ قلبَ الوجودْ

وهل كنتَ إلا كزهْر الربيع ِ

وأندى الورودْ

وشاطئ َ نيل ٍ بهي ٍ سعيدْ

وبسمة َ ثغر ٍ لفـَجْر ٍ وليدْ

وتصحو  و تغفو  بحُلم ِ الوطنْ

ومن بَعْدِ  داء ٍ  وداء ٍ  وداءْ

تنالُ الشفاءْ

تغنـِّي لنا  مِـن وراء الكفنْ

ألا  فاكتبِ اليومَ أحلى نشيدْ

وأبهى قصيدْ

وأرقى غدو ٍ وأندى رواحْ

وحدِّثْ بربك عن فرْحةٍ

وعن بهجةٍ في الجنان الفساحْ

وداعا ً وداعا ً وداعا ً صلاحْ

وسوم: العدد 646