الرائد، إلى الشيخ رائد صلاح

"الرائد لا يكذب أهله"

حديث شريف

كنتَ في الدرب هُماما "رائدا" فذّا إماما

كُنْتَ في السجن على الظالم يا ليْثُ حساما

كنت في الليل شهاباً شعَ حُبّا وسلاما

كنت نجماً ليس يخبو إنْ شقيٌّ قدْ تعامى

كنت للسارين نوراً مقْدسيّا لن يُراما

وظلام السجن قد علَّمنا نمضي قياما

ليس يحني الفردُ منّا لعدوّ الله هاما

وعلى الأعداء نغدو لهباً يسري ضراما

نحرق الظالم بالصبر، ونصليه زؤاما

هكذا علّمَنا يوسفُ أن نحيا كراما

نؤثر السجْنَ على أن نرتضي في الأرض ذاما

لا تَهِنْ، عزْمُك أمْضى وهْو حصْنٌ لليتامى

وحبيبُ الله لا يبغي سوى الخُلْد مَقاما

حسنتْ جنّةُ ربّي مستقرّاً ومُقاما

شعبي الثائر بالحُريّة الحمراء هاما

وهْو كالصّقْر إذا طار ابتغى العشّ الغماما

كلّ بيْتٍ ليسَ يُبْنى للعلا يغدو حطاما

كلّ حبْرٍ ليْسَ يغدو خنجراً يغْدو حراما

غادةٌ في القُدسِ ترْمي حجراً أعلى مَقَاما

أيّها الرّائدُ إنّا قدْ منحناكَ الزّماما

فقُدِ الرّكْبَ إلى النّصْرِ فقدْ فُقتَ الأناما

بجهادٍ وجلادٍ وفؤادٍ لم يُسامى

لا نياشينَ على الصّدْرِ سوى الذّكْرِ وساما

 

وسوم: العدد 647