إلى حكومتنا بلا استثناء!

حكومتنا كعهد حياتها

تضاجع كلّ وحوش الليلْ

وتستلقي على جنبينِ من فُرُشِ الحرامْ

وتوجعُ في الصباح الحيّ

أرتالا من البشر اللاهثين نحو النّارْ

حكومتنا مولّهة ومغتصبةْ!

مشاجِرَةُ الشجر المثمر في الحدائق والطُّرقاتْ

وتزرعُ الأشواك في حلق التلاميذْ

وتُسقطُ منهمُ الأقلامْ

وتسرق من عيون الشمسْ

الأفكارَ

الدفاترَ

والألواحَ

والأشعارَ

والتقوى

وتكتب من حناجر البوم الناعق بالهجاءْ:

"كيف أصبحنا خفافيش ظلامْ"

وتخرج الأطفال من أحلامهم وتكتب في صقيع الأمنْ

خروجنا عن الصف الفدائيّ

وتجعلنا معَ (الموسادْ!)

حكومتنا بلا عينينْ

بلا قلبٍ

تعهِّر في لغة الصحفْ

وكثيرة الأخطاءِ

لم تتعلمِ الأملاءَ

تقتلُ سيبويهْ!

حكومتنا رجعيّة دفنت بوحل نعالها رؤوس الشعبْ

وعلمتنا الانحناءَ

البحث عن الفسوقْ

في خِصاص الأشقياءْ

ولقّنتنا حكمة العبث الطويلْ

وتلهو في كتابة سطرها المفجوع من آلامنا

وتنام ملء عينيها

ويُسْهِرُنا التشتت والشتاءْ

حكومتنا تعيشُ فقط على دمنا المعبَّأ في العُلَبْ

وتأكلُ لحمنا لتشرب في جماجمنا

على مقابر من طربْ!

تقلّم عظمنا المبسوسْ

تقشرُ جلدنا المهروسْ

وتخطفُ عن حبال بيوتنا رقعا من الثوب الرخيصْ!

وتكذبُ: "إننا ضدّ الوطنْ"

حكومتنا ليست شيوعية

بل ليست حرّة في السوقْ

ولم تقرأ بدستور معاصرْ

وضدّ الله كانت منذ نشأتها الحقيرة تلكْ!

حكومتنا الغريبة في الأطوارْ

بلهاءُ

عجفاءُ

مغرورةْ

ستظل بردعة محمّلة على هزْلِ حمارْ!

قدرٌ من الأقدارْ

وضد روح الله في كلّ مدارْ

فأين هاتيك الجماهيرُ؟

أم أننا متواطئون مع بؤس هذا العار؟!

وسوم: العدد 657