حُبُّ الديَار

كنا نعيش في سَعَةٍ ورخاء .. كان بيتنا فسيحاً جداً.. مكوناً من طابقين, وكان مبنياً على شبه جزيرة لذلك كان يطلُّ على البحر من المشرق والمغرب.. وكان يطيب لأبي رحمه الله الجلوس والتأمل والاسترخاء على إطلالته, وأتذكر كيف كان حريصاً على أن نكون مثاليين في كل شيء, وكان يسابق الزمن من أجل تعليمنا, وسبقني في تعليمي سنتين دراسيتين عن أقراني, فإذا بي أهوي خمسة عشر عاماً إلى الوراء في غياهب الكهوف!

داري ... مهد ولادتي .. ومسرح إخوتي.. ومقعد دراستي .. لم تفارقني أبداً وأنا أصارع أشباح الموت .. بل كانت تداعب أحلامي وترسم فوق شفتي ابتسامة صغيرة مُنتَزَعة من بين الجروح..

وسوم: العدد 670