مختارات من قصيدة ( في ضيافة الذئاب )

خالد سعود الحليبي

من الشعر الإسلامي المعاصر : 

تصور لحظات انطلاق القطارات ، وهي تحمل أطفال البوسنة والهرسك المسلمين إلى أوروبا ، لتتوزعهم الكنائس والملاجئ ،أو تتبناهم بعض الأسر !؟ 

واليوم تمضي القوارب والقطارات تحمل أطفال سورية إلى المجهول !؟ 

قف ياقطارُ فإنني منذُ انطلقتٓ بهم كئيبُ !؟

قف إنني مِن هؤلاء ، وإن تباعدتِ الدروب ُ!؟ 

بيني وبينهمُ حبالٌ لن تُقطّعٓها الخطوبُ !؟ 

وبراءةُ الأطفال تدعو نخوتي ؟ أفلا أُجيب ُ!؟ 

جٓمُدتْ على أجفانها صورُ المجازر لا تٓغيبُ  !

وتلفّتٓتْ فإذا المٓدى جثثٌ  وآلامٌ  تجوب ُ!؟ 

وملاعبُ الأمس الجميل تٓئِنُّ ليس بها دبيبُ !؟

طوتِ المدافعُ حُسنٓهُنّ وأُحرق ٓالغصنُ الرطيبُ!؟

لم يٓبقٓ  إلا مسجدٌ يبكي  ، و( صِربيٌّ ) غريبُ !؟

وبقيةٌ : للجوع أنفسُهم !؟ وللخوف القلوب ُ!؟

في لحظة حٓيرى أمٓرُّ من الردى ، كان الهروبُ !!

ورحلتٓ ! فارتحل النهارُ ، ووجْهُه الضاحي القشيبُ !؟

                *         *      *

ياأيها الطفلُ البريءُ  دُعِيتٓ  !؟ والمِضيافُ ديبُ !؟ 

سلبوكٓ مِن وطن  يحِنُّ  إليك ٓ ،وهْو هنا سليبُ !؟

ياحسرتاهُ ! إذاغدوتٓ وأنتٓ  بينهم ُ ربيبُ !

تمتصُّ دمعٓك ٓ بسمةٌ ، وتحوطُك ٓالعٓضُدُ الكٓذوبُ !؟

أهْدٓوْك ٓمِعطفٓ رحمةٍ ، وحٓنٓوْا كما يحنو الطبيب ُ!؟

لم تدرِ أنّ وراءٓ بسمتِهم تٓوارٓى ما يُشيبُ !؟

ووراءٓ كلّ  هديّةٍ  برّاقةٍ   جٓثم ٓالصليب ُ !!!؟!

لا يُلْهِك ٓالكلِمُ المهذٌبُ !؟ إنه ذهبٌ مٓشوبُ  !؟

    *                   *               *

ويحٓ الشعوبِ أما تململ حِسُّها ؟ ( أمرٌ عجيبُ ) !؟ 

تجري ، وسوطُ القهر يجلِدُها !؟ ولكنْ تستطيبُ ! 

شٓبّتْ على العيش الذليل ! وفي براثنه تٓشيبُ  !؟ 

والأمّةُ الخرساءُ يٓحجِلُ  في نواحيها النّعيب ُ!! 

نامت عيونُ العِزّ مِن ساداتها ، وغٓفٓتْ شعوبُ !؟

لكنّ نار ٓالأكرمين ٓ- وإنْ خٓبٓتْ -  يوماً تؤوبُ !؟

                      *  *  *

مهلا ً قطارٓ الماكرين ! فإنه يومٌ قريب ُ....!؟

قف ْ !! هؤلاء الصِّبيةُ الأغرارُ ( بركانٌ) رهيبُ !

فٓتٓرٓقٓبٓن ْيوم ٓانفجار  فؤادهِ  .. إني رقيبُ !!؟

وسوم: العدد 685