قَبَساتٌ مِن خريفِ الأغنِيَة

نَفسُ رحماكِ أعيدي لي تَضاريسَ السّكينَة

حُبِّيَ المذبوحُ جَهرًا؛

لم يَعَد يَحلُمُ إلا بالنّهاياتِ السّقيمَة

وانحَنى عمري ليَستَلهِمَ أسرارَ الخُطى

بينما راتحت تَضاريسُ الهوى فينا..

تُعرّي الأرصِفَة

والخُرافاتُ التي استَولَت على إحساسِنا

أسلَمَت رُمحَ سُداها لخواءِ الأزمِنَة؛

فانتَشى فينا خَريفُ الأغنِيَة.

أيُّها الصّوفِيُّ! ما أنتَ أنا

لم يَعُد للشِّعرِ إنسانٌ بِنا

الغماماتُ التي استَمطَرَها وِجدانُنا؛

غَرَبَت...

لم تَعُد تَحضُنُ سِحرَ الكَلِمَة

كَصَبِيٍّ راعَهُ سِرُّ الرّؤى

حَضَنَ الحُبُّ صَفاهُ،

وانطَلَق..

فانطَفَت فينا مَصابيحُ الأَنَسْ

أعقَبَت شَمسَ النّقا فينا خَيالاتٌ عَقيمَة

قَطَراتٌ مِن عيونٍ صادِقاتٍ؛

يَرتَجي نَعشُ الصّباحِ؛

كَي يَؤوب.

ويُفيقَ النّبضُ في جسمِ الطّريق.

اسقِني كَأسَ التّحَلّي يا صَديق

وليَكُن صِنوَ الهَوى فينا عَتيق

يُشعِلُ النّشوَةَ في قَلبٍ صَبا

لزَمانٍ قَد يُفيق

مِن دِنانِ المُزنِ يَسقينا رحيقا،

كَي نَكونَه

هكَذا يَثبُتُ للسّاعي يَقينَه

وسوم: العدد 687