دمعة حمص

د. عبد السميع الأحمد

كفكف دموعك أيها البطلُ

واشمخ ففي عينيك لي أملُ

إن أخرجوك اليوم من حمص

فلك العيون وجفنها نُزُل

كل البلاد فضاء معركتي

والأهل أحبابي وإن رحلوا

حمص كداريا كإدلب كالْ

فيحاء كالشهباء تتصل

أرض الشآم جميعها وطني

وعلى ثراها ينبت الأمل

فاغرف من العاصي مدامعها

واسقِ الفرات ومن به نزلوا

في كل شبر مأتمٌ ودمٌ

والشام كل الشام مغتسل

أنّات أطفالي يرددها

في العالمين السهل والجبل

والموت صار الموت أغنية

يشدو بها الداعي ويبتهل

والناس كالأرقام دائرة

من عاش أو من مات متصل

أبكيكِ يا أرض الشآم فهل

تحنو على صرخاتنا الدول

باعوكِ في سرٍّ لمغتصب

وتنافخوا جهراً وما فعلوا

تباً لهم جمعاً وجامعةً

والمجرمون لبعضهم خول

قل لي إذا كان النصير أبا

جهل فماذا تفعل الرسل

إني الصريخ أصيح، لا أُذُن

تصغي ولا صوتي لهم يصل

وأمرُّ لا ألوي على هُبُلٍ

إلا وفوق عرينه هبُل

آمنت بالرحمن خالقنا

عزّ النصير وضاقت الحيل

والخطْب طال وليس لي أمل

إلا بمن في أمره الأمل

يا رب قد ضاقت، وقاتلنا

بالموت والتدمير يحتفل

إنا لنبرأ من عزائمنا

وعلى العزيز البرّ نتكل

وسوم: العدد 687