عذراً حلب ..

عبد الرحمن العشماوي

‏خجلي يُلْجمُني ياحلَبُ

‏وبقلبي من أنيني لهَبُ

‏خجلي مني ومن قومي ومن

‏ذِلّةٍ أمسى عليها العربُ

‏⁧ ‏خجلي من غفلةٍ تقتلنا

‏والأعادي حولنا قد وثبوا

‏حلبُ الشّهباء عذراً إنني

‏غارقٌ في خجلي مُكتئبُ

 ⁩‏أسرفَ الباغي وما زلنا على

‏حالنا ، مابيننا ، نَحتَرِبُ

‏آه ياشهباءُ منا لم يزلْ

‏يقتلُ الهمّةَ فينا الطّرَبُ

‏كتب الأعداءُ قانون الهوى

‏فرأينا الظّلمَ فيما كتبوا

‏شرِبوا منّا دماءً حُرّةً

‏فلزمنا الصمتَ لمّاشربوا

‏يلعبُ الرُّوسُ وإيرانُ بنا

‏ولذاتِ القرنِ جاز الّلعبُ

‏وروى الذّلُّ بنا قصّتَه

‏حينماأبصرنا نضطربُ

‏حلبَ الأمجادِ لا عُذرَ لنا

‏دَمُكِ المسفوحُ بحرٌ لَجِبُ

ربّما يَغرق في لُجّتِه

‏من تَغاضَوا ذِلّةً وانسحبوا

‏رَبِّ إني خَجِلٌ  قد نالني

‏من أنيني وانكساري الوَصَبُ

‏فاغفر الذنبَ وأيقظْ هِمّةً

‏في نفوسٍ نال منهاالتعبُ

‏⁧  ⁩‏أقفرتْ هِمّةُ قومي ،أسرفوا

‏في تَغاضيهم فبانَ العطَبُ

‏هذه حالَةُ قومي لم يزلْ

‏حاطبُ الليل لهم يَحتَطِبُ

 ⁩‏

إنّه اللهُ الذي ينقذنا

‏وحدَه ، فابتهلي ياحلَبُ

وسوم: العدد 687