أرجوزة تعليمية في الحج

الحمدُ لله الذي هَدانا

وأحسَنَ الأديان قد حَبانا

دين بدا بدعوةِ التوحيدِ

وباتِّباعِ أحمد المحمود

أركانُه الصَّلاة والزكاةُ

والصوم حق جُنَّة حياةُ

والحج ركنٌ خامسُ الأركان

ورحلة فرضٌ من الرحمنِ

(فصل: أركان الحج)

أربعةٌ أركانُه فلتسمعوا

فإنْ تُضيِّع واحدًا لا ينفعُ

أولها: أحرمْ مع الإخباتِ

وائتِ به حتمًا من الميقاتِ

عِرق وقرنٌ جُحفة يَلملمُ

وذو حليفةٍ كذا يا مسلمُ

ويبدأ الإحرامُ في شوَّالِ

وقبله قد جازَ في أقوالِ

فلتغتسلْ ولتتركِ المَخيطا

وَلْتَتَّزِرْ بمئزرٍ حنوطا

ولتجتنِبْ للطيبِ والوصال

وحنةٍ وكحلةِ الكحالِ

والحجُّ مثل رحلةِ القبورِ

مشقةٌ كزحمةِ النشورِ

وركنُه الثاني هو الوقوفُ

في تاسعٍ ذي حجةٍ معروفُ

فوقفةٌ يا صاحِ في عرْفاتِ

تزولُ فيها أعظم الآفاتِ

تضرعًا لربنا الغفارِ

بأن يقينا من حَرورِ النارِ

وأنْ يُعزَّ أمة التوحيدِ

بالنصرِ والإحسانِ والتمجيدِ

وأن ننالَ جنةَ الرضوانِ

مع النبيِّ المصطفى العدناني

وبعدها تُفيضُ للطواف

مناجيًا لصاحب الألطافِ

وذا الطوافُ ثالثُ الأركانِ

ونهجُ أهل الحقِّ والعرفانِ

في حرمٍ وواحةِ الإسلامِ

وكعبةٍ تضيء في الإظلامِ

وحسنُها بين الورى مشهودُ

محميةٌ إذا أتى نمرودُ

وبابُها ملتزمُ الأبرارِ

وحِجْرها حرزٌ من الأشرارِ

ميزابُها كنزٌ من الرحمن

وماؤه يروي صدى الهيْمان

ركنٌ يمانيٌّ وركنٌ أسودُ

مقامُ إبراهيم آيٌ تُشهد

وزمزمٌ من أعظمِ الآياتِ

ولذَّة من أعظمِ اللذاتِ

وماؤها مجرَّبٌ مشهودُ

فاشربْ وقلْ: يا ربُّ يا ودودُ

ونلتقي بمعظمِ الإخوانِ

سعادةٌ في حرم الديَّانِ

كأننا في جنةِ الفردوسِ

لا نَشتري دنيا الورى بفلسِ

فريدةٌ واللهِ في هذي الدنا

طُوبى لنا بما هدانا ربُّنا

والسعي ركنٌ رابعٌ بين الصَّفا

ومروةٍ كما أشار المصطَفى

فلتكثرنْ في سعيكَ الدعاءَا

ومعطيًا لربِّك الولاءا

بمروةٍ ستنتهي فلتحلقنْ

شَعرًا وجازَ لكَ أنْ تقصِّرنْ

(فصل: بقية أعمال الحج)

والباقي إمَّا واجبٌ أو دينُ

أو عملٌ مكملٌ مسنونُ

فإنْ تركتَ واجبًا فلتفتدي

وحبَّذا بسنة أنْ تَقتدي

وفي التفاصيلِ اختلافٌ قائمُ

وما لنا إلَّا تقيٌّ عالمُ

فاسألْهُ إنْ جهلتَ في الأمورِ

وسرْ وراءَ الحقِّ لا الديجورِ

وهذا سردُ مجمَل الأحكامِ

مأخوذة عنْ سادةٍ أعلامِ

ابدأ أخي ذا البيتَ بالطَّوافِ

تحيَّة بالعدلِ والإنصافِ

وحبذا بأن تُصلِّ في مِنى

لكي تنالَ رحمةً من ربِّنا

من بعد فجرٍ ثامنٍ للحجَّة

فصلِّ خمسًا لائذًا بالتوبة

واذهبْ بُعيد الفجر في التصعيد

لوقفةٍ حتى دخولِ العيدِ

ولبِّ ربَّ الكونِ في العرْصاتِ

على صعيدٍ طاهرٍ عرْفاتِ

ولتجتنبْ خارجَها وقوفا

عرَنةٍ ونحوها كهوفا

ولا تُقطِّعْ أيَّ زرعٍ في الحرمْ

ولا تصِدْ من وحشهِ أو منْ نَعمْ

غزالةٌ عصفورةٌ حمامُ

وبطةٌ إِوَزَّةٌ حرامُ

ولتجتنبْ تطيُّبًا بالطِّيبِ

وقلْ: إلهي خالقي طبيبي

ملبِّيًا: لبَّيك يا رحمنُ

أنت الإلهُ الواحدُ الديانُ

ولتذهبنْ للمشعرِ الحرامِ

بعد الغروبِ في دُجى الظلامِ

وصلِّ جَمْعًا مغربًا.. عشاءا

وابق لنصفِ ليلها رجاءا

وانفرْ بُعيد الصبح حتى تَرجما

لجمرةٍ كبرى بسبعٍ كلَّما

رجمت كبِّرْ ربنا الرحمانا

واعزمْ على شيطانكَ العِصيانا

واذهب لذبحٍ عقْبَ ذاك الموعدِ

وحلقنْ شعرًا بذاك تهتدي

فإنْ تطفْ من بعده الإفاضةْ

فلتنكحنْ.. ولتلعبنْ رياضةْ

وقلمنْ للظفْرِ سوف تعلمُ

قد حلَّ ما قد كنتَ منه تأثمُ

وعدْ مِنًى واسكنْ بها يومينِ

وارجمْ بها ولتجتنبْ للشينِ

أعني بها يا صاحبي الجمْراتُ

صغرى ووسطى كلها آياتُ

أكبرُها فاختمْ بها ختاما

وادع الإلهَ عندها لِزاما

وإن تردْ زودًا فيومٌ رابعُ

وذاكَ وايمُ اللهِ أمرٌ رائعُ

(فصل: أنواع النسك)

ونيَّة النسك ثلاثٌ تُقصدُ

تمتُّعٌ وقارنٌ ومفردُ

فذو متاعٍ قد نوى بالعمرةِ

لما انتهى.. مُمتعٌ بالخلوةِ

ويفتدي بيومِ عيدِ النحرِ

والشكرُ للرحمنِ كلُّ الشكرِ

وحقهُ في زوجهِ مشروعُ

وما عليه الضيقُ والممنوعُ

طوافُه وسعيهُ إِثنانِ

لعمرةٍ وحجةِ الفرقانِ

والآخرانِ إنْ هما قدْ أحرما

فالحِل من إفاضة قد أُلزما

يكفيهما الطوافُ بالإفاضةْ

والسَّعي قد كفى ولا غضاضةْ

والفرق بين كلِّها النيَّاتُ

وفديةٌ لقارنٍ منجاةُ

(فصل: منَ الفضائل والمكملات)

وازددْ إذا ما شئتَ في الخيراتِ

ولتعتمِرْ ما شئت من عمْراتِ

واذهب إلى جعرانةٍ كي تُحرما

أو مسجدِ التَّنعيم كيما تَغنما

وطفْ ببيت الربِّ ذي الإكرامِ

ولتسعيَنْ سبعًا على الدَّوامِ

ثمَّ احلقنْ لكي تكونَ مُكْرما

بالفضل دومًا من لدن ربِّ السما

فإنْ حننتَ يا أخي للموطنِ

فطفْ وداعًا مرةً ولتحسنِ

(فصل: زيارة المسجد النبوي)

ولتشددنْ لِمسجد الرسولِ

وصلِّيَنْ لربكَ الجليلِ

وحبَّذا بأن تزورَ المصطفى

لكي تكون مؤمنًا أهل الوَفا

وسلِّمنْ دومًا على الصدِّيقِ

وجاره منْ بعدهِ الفاروقِ

وزُرْ إذا ما شئتَ لقباءِ

وأُحُدٍ ومبركِ القصواءِ

وعرجنْ زيارةَ البقيعِ

فكم به من صالحٍ مطيعِ!

صحبُ النبيِّ المجتبى وآلهُ

وكل فضلٍ قد أتى أفضالُهُ

فقد حبانا ربُّنا القرآنا

وسنةً لأحمدٍ آتانا

سقتك يا أرضَ الهدى الغيومُ

فكلُّ من بطَيْبةٍ نجومُ

(فصل: نهاية الحج)

ولتأخذنْ لصحبك الهدايا

كزمزمٍ وأجزِلِ العطايا

مساوكٌ من إسحلٍ وعودُ

وعجوةٌ ولحمة قديدُ

وأكثرن للربِّ بالتسبيحِ

ولتحذرنْ من فعلةِ التقبيحِ

ولا تضيِّعْ حجةً بالزورِ

وتبْ إلى مولى الورى الغفورِ

ولتختمنْ بدعوةٍ للآلِ

مستشفعًا للربِّ ذي الإجلالِ

رباه شفِّع رحمةً فينا النَّبي

وكنْ لنا عونًا معينًا واجتبي

وسوم: العدد 688