غربة

يا غربةَ النفسِ كم فـي القيـد أمنـيةٍ

مبـتـورةِ الطـرفِ لا تمـضـي ولا تـقـفُ

.

تـمـيـلُ حـيـثُ ريــاحُ الـيـأسِ مـائــلـةٌ

مـوؤدةُ الشـوقِ لا يسـري بهــا لهــفُ

.

تـهــذي تراتيــلَ عشـقٍ مـاتَ منتـحرًا

والـبـيــنُ أتــرعَـها كـأسـًا فتـرتـشــفُ

.

قـد صفَّــدَ الحـزنُ ثغــرًا في ارتعاشتهِ

والعينُ تشخـصُ، ذنـبَ البــوحِ تقـترفُ

.

تـبـدي حـديـثًا لقـلـبٍ بـات فـي لُجَـجٍ

خـرســاءُ صـرختُـهُ بالصــمـتِ يعتــرفُ

.

ملتـاعةٌ والنـــوى للعـمـــقِ يجــذبـهـا

يردي حثيثَ الخطى والوصلُ منعـطفُ

.

راحـت ومــن يـأسـها للمــوج تســألهُ

حيـن الـوداع ونبـضُ القــلبِ مـرتجــفُ

.

بالله يـا مــوجُ هــــلْ لـلـعــودِ مُنْـتَــظَـرٌ

ماذا، وكيـفَ، وهلْ فـي الصبرِ مُلتَـحَفُ

.

مـواسـمُ الـدمـعِ مـا يـزهــو بجـعبـتها

بــراعــمُ الحــزنِ والأوراقُ والســعــفُ

وسوم: العدد 690