أرجوزة الشهاب في آداب الاتصال والواتسآب

(مقدمة)

الحمدُ للهِ العلِيْ الوهابِ

يهدي الورى للحقِّ والصوابِ

من فضلهِ قد أرسلنْ خيرَ الورى

حتى هداهمْ فارتقوا أعلى الذُّرا

صلى عليكَ اللهُ يا خيرَ الدنا

لولاكَ كُنا في الهُوَيْنى كلنا

أمرتنا بالصدقِ بالأخبارِ

وباجتنابِ الفسقِ والأوزارِ

وأنْ نقولَ الحقَّ لا نخشى العدا

وأنْ نجافي كلَّ أفعالِ الردى

فرُبَّ قولٍ قيلَ في الأسمارِ

يُودي بنا لجنةٍ أونارِ

(فصل: في المخترعات وفوائدها)

والشكرُ موصولٌ لمنْ تَعلموا

وطوَّروا ونقَّبوا وعلَّموا

حضارةٌ أصحابُها كالجنِّ

خاضوا بكلِّ  مُشكلٍ وفنِّ

فاخترعوا التلفازَ والحاسوبا

وأَبدعوا واستحدثوا العجِيبا

وصار شغْلُ الناسِ في الأهوال

أنْ ينقلوا الأخبارَ بالجَوَّال

واستحدثوا تجمعاً (بجروبِ)

للسلمِ والوصالِ والحروبِ

فيلتقي المحبُّ والحبيبُ

ويلتقي المريضُ والطبيبُ

تقاربُوا في الوقتِ والمكانِ

كأنهمْ في حلبةِ الميدانِ

فمنْ بشيكاغوا كمنْ في الصينِ

يحكونَ في المحمودِ والملعونِ

ومنْ بجاكرتا كمنْ في الهندِ

ومنْ بأسيوطَ كمنْ في السندِ

عجائبٌ جاءتْ بها الأزمانُ

وارتفعَ العمرانُ والبنيانُ

(فصل: العولمة ومزاياها)

في عصرِنا ما نحنُ إلا كالقُرى 

أو قريةٍ فيها يُباع .. يُشترى

وعالمٌ يحيا بلا أسوارِ

وثورةٌ في عالـــمِ الأفكار

عَولمةٌ كأنها طوفانُ

وعَالمٌ كأنهُ بركانُ

تشابهَ الأنامُ في التفكيرِ

والعيشِ والأحلامِ والتدبيرِ

وقد شكا بعضُ الورى القلاقِلا

وهجمةَ الأخبارِ والرسائِلا

فهذهِ بعضٌ منَ الآداب

لهائمٍ بالأهلِ والأصحابِ

أو ناشطٍ في البحثِ والإعلامِ

وعاشقٍ للنشرِ في إحكامِ

(فصل: في آداب الاتصال)

إنْ كنتَ حقاً تبتغي فعلَ الهدى

في ذا الجروبِ فابذلنْ أَقصى المدى

وفكِّرنْ ولتحترمْ للوقتِ

مراعياً للصدقِ قبلَ الموتِ

مجتنباً للقصِّ والتلصيقِ

والحشدِ للأخبارِ بالتلفيقِ

ولا تكررْ مِنْ كلامٍ نُشرا

قدِ انتهتْ أيامُّهُ واندثرا

واحذرْ منَ الْموضوعِ والمكذوبِ

في جانبِ الترغيبِ والترهيبِ

مُوَّثقاً مصادرَ النقولِ

في العلمِ والأخبارِ والأُصولِ

ولا تُشعْ خرافةً أو سِحْرا

ولا تكنْ بُوقاً يريدُ أمْراً

ولتحترمْ قواعدَ الآدابِ

والعلمِ والإملاءِ والإعْرابِ

ولتجتنبْ خلاعةَ التنكيتِ

وأزمةَ التخويفِ والتبكيتِ

وحاربنْ ثقافةَ الإرهابِ

بالفكرِ والتنويرِ والكتابِ

ولتحترمْ تعددَ الأديانِ

وحسَّ أهلِ الرأيِ والعرفانِ

ولتنتبهْ للأهلِ والأولادِ

منْ صحبةِ الأنذالِ والأوغادِ

ولا تخضْ في حُرمةِ الأعراضِ

وكنْ عنِ الأهواءِ في إِعراضِ

ولتحترمْ في الأرضِ ذا السلطانِ

فإنهُ طودٌ عظيمُ الشانِ

يأوي لهُ المسكينُ والمظلومُ

وينجلي من عدلهِ اليحمومُ

ولا تسفهْ أيَّ شخصٍ في الدُّنا

للونهِ أو جنسهِ مُستهجِنا

من آدمٍ قد جاءتِ الأقوامُ

وكلُّنا في شرعِنا أرحامُ

حامٌ وسامٌ.. يافثٌ إخوانُ

عدوُّهمْ حقيقةً شيطانُ

ولا تكلم زوجةً في السرِّ

عن بعلِها وحلوهِ والمرِّ

ولا تطاردْ ظبيةً كالضبعِ

لا ينتهي إلا بأقْسى الصفْعِ

مُعاكساً يسعى إلى عراكِها

وناصباً لصيدِها شِراكَها

يهيمُ بالقدودِ والأقمارِ

مُستهتراً بالليلِ والنهارِ

ولا تكنْ إِمَّعةً في الأمرِ 

وحلِّقنْ في جوِّها كالنسرِ

ولتحذروا أن تهتِكوا الأسْوارا

أو تنشروا يا صحْبنا الأسْرارا

كم زوجةٍ أصابَها الطلاقُ

منْ شبهةٍ قد  جرَّها الرفاقُ

ولتحذروا مناظر الإغراءِ

والقتلِ والأسقامِ والبلواءِ

ولا تعارضْ دعوةَ الفرقانِ

بالإثمِ والعدوانِ والبهتانِ

ولتجتنبْ فواحشَ الأقوالِ

وكنْ مع الأحرارِ في اعتدالِ

ولا تخاصمْ منْ يكنْ مخالفا

ولا يكنْ مُرادكَ السَّوالفا

ولا تجادلْ يا أخي بالباطلِ

واحذرْ منَ التفتينِ والقلاقلِ

ولتحترمْ أوقاتَ كلِّ الناسِ

فالعمرُ محدودٌ مع الأنفاسِ

ولا تكنْ في الثقْلِ كالأمواتِ

ولا تكنْ في اللدغِ كالحيَّاتِ

أو تدعي رسالةً من بثَّها

عشراً فسوفَ يتقي من شرِّها

ومنْ يكررْ بعثَها لِعشَرةْ

يُرزقْ بتيسٍ ربما أو بقرةْ

فذاك وايمُ اللهِ من أَفرى الفِرى

فلتحذرنْ فعلاً يجرُّ القهْقرى

فلا تطالبْ نشرَها للناسِ

مستنجداً بالحَلْفِ كالنسناسِ

ولتعتذرْ إنْ كنتَ يوماً مُذنبا

ولا تكنْ عندَ الجدالِ عَقْربا

وكنْ حكيماً في الورى بسَّاما

ولتنشرِ اليقينَ لا الأوْهاما

وكنْ صدوقَ القولِ مثلَ الهدهدِ

ولا تخادعْ كالخبيثِ الملحدِ

(خاتمة)

يا ربَّنا ولتسترِ الجميعا

وأذهبنْ عن الورى الدمُوعا

ربَّ النبيِّ المصطفى ونوحِ

وربَّ موسى قد فدتْهُ روحي

وربَّ عيسى والخليلِ الأفضلِ

ربَّ الوجودِ والكتابِ المُنزلِ

أكرمتنا ربَّاهُ بالإسلامِ 

فاحفظْ إلهيّ  أهلَنا بالشامِ

ووحدنْ ياربَّنا الأنامَا

ولتهدهمْ ياربَّنا قواما

ومكننْ لأمةِ التوحيدِ

ولتهدِها دربَ الهدى الرشيدِ

واختمْ لنا ياربُّ بالإيمانِ

منْ لي سواكَ سيدي الرحمنِ

واغفرْ لكل دارس أرجوزتي

أنتَ الكريمُ فاستجبْ لي دعوتي

وسوم: العدد 690