صبراً أيا أحرار

أفـتمـرحـون وتضحـكـون وفـي الشّــآم مجازرُ الإنسان أبشعَ ما تكون؟!

أفـبالـرّصـاص وبالـقــذائـف والحـصـــار يكون إسكاتٌ لأصوات الأنين؟!

ما ذنبُ حـرٍّ في شآمـي إن يقُـلْ إنّي أريدُ الحقَّ من ذاك الّـلعـيـن؟!

ماذنبُ طـفــلٍ قـد تساءَل باكـيـاً لِمَ والدي الحاني يُغَيَّبُ في السّجون؟

ماذنبُ طفــــلٍ وهو يمـتـصّ الـرّحـيــــق إذا به تـرديه نار الظّالميـن؟!

ما ذنبُ أمٍّ تـثـكلُ الأطفـالَ في السّـــــاحات ساح الدّار والبيت الأمين ؟!

يا ويحَهم ها قد هوى الصّاروخُ في السّـاحات يـودي بالـبنات وبالـبـنـيـن

في الـبـيـت ذاك جوارَهـم هوت السُّقــوفُ على أناسٍ راكعين وساجدين

وكذا المعاهـدُ والمشافي عـمّهـا لهب الحريق بأمر خوّانٍ مَهين

شتّى الجرائم مارستْ أوغادُهم وتراهمُ رُوّادَ درب المجرمـيـن

هم طغمةُ الأشرار في دنيا الورى قد مارسوا ما ليس يخطرفي الظّنون

لكنّهم في حرب مغتصبـي الحِمى فـرّوا وفـرّوا ناكسيـن مهـرولـيـن

لـبسوا ثـياب هـزيـمـةٍ نكـراءَ وارتــدّوا على الأعـقـاب جـرذانـاً تهـون

لكـنّهـم يـسـتـأسـدون عـلى أنـــــاسٍ عــزَّلٍ من كلّ أسلحـةٍ تُعـيــن

لا عـدّةٌ إلاّ الـهــتافُ وقــولُهــم هيّا ارحَلَنْ يا أيّها الـنّذلُ الخـؤون

*******

ولقـد تخلّى عـنهـمُ عُـرْبٌ تخَـلَّـــــــوا عن فضائلَ في الرّعـيل الأوّلين

يا خزيَ هذي الأمّةِ الكبرى ترى الـمـظـلـوم يُسحَـقُ لا تضجُّ ولا تُعـيـن

ما بالُها ؟ لا قـلبَ ينبض رأفــةً بالأهل في شامي يذوقـون الـمـنـون

لا عـينَ تبصـر ما بهـم من نازلاتٍ ، من غشومٍ ، من ظلومٍ ، من خؤون

لا حسّ يشعـر بالّذي يُـكوَى به في الشّام أهلي، يا لَغوث الصّارخين

فهل العروبةُ أقفرت من همّةٍ كانت تـتـيـه بها على مرّ السّنيــن؟

وكذا عروق المسلمين تبخّرت منها إغـاثةُ مـستغــيـثٍ مستعـيـــنّ

وكذا قلوبُ العالَـمين تجـمّـدَتْ عن نجدة الضّعفاء في عرفٍ ودين

********

لا يُنجد الأحرارَ في شامي سوى مَن ينصرُ المضطرّ والحقّ المبين

هو أنت يا الـله فانصر ثورة الأحرار في شامـي وأخـزِ الظّالمـيـن

صبراً أيا أحرارُ ، ليس أمامَكم إلا انـتصـارٌ أو شهـادةُ وارثـيـن

فلئن خُذلـتـم أيّها الأحرار في في شامـي، لَنصرُ الله آتٍ بعد حين

وسوم: العدد 690