شاعر وقصيدة...

شاعر وقصيدة ،،، أصدقائي قصيدة من أجمل القصائد وأرقها ،،،، فمن هو شاعرها  

علي بن الجهم ..ولد 188 هجري ،عربي قرشي شريف متدين ومن عائلة عرفت بالفضل والكرم وأخوه الأكبر من كبار المتكلمين كان يلازم المأمون ويناظر في مجلسه الغني بالمتكلمين .

إلا أن شاعرنا  لم يقبل بالاعتزال فلم يخااط المأمون لشدته على أهل الحديث  ولا المعتصم حتى جاء المتوكل الذي عاد عن الانعزال ورجع لأهل الحديث ،،عاصر أبا تمام وابن حنبل وكان صديقا وفيا لهما 

ولزم المتوكل  وله في بداية عهده مع المتوكل قصة طريفه معروفه حين مدحه قائلا

أنت كالكلب في حفاظـك للـود      و كالتيس في قراع الخطوب

أنت كالدلو لا عدمنـاك دلـواً     كثير العطاء كثيـر الذنـوب

فكاد الحاضرون أن يعنفوه ولكن المتوكل عرف  قوته ، و رقّة مقصده و خشونة لفظه ،  . فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان يتخلله نسيم ‏لطيف و كان الجسر قريبا منه ،

فأقام فبها ستة اشهر منبهرا بجمال الطبيعة ورقي المكان وحسناوات المدينة - بعد ذلك استدعاه الخليفة فأنشده قصيدته الفريدة :وهي طويلة في أكثر من خنسين بيتا ،، واليكم هذه ابأبيات منها

( وكأنعا تحدثنا عن المدنية والرقي والجمال الذي كانت عليه بغداد في ذلك الوقت ) ‏

عيون المها بين الرصافة و الجسر    جلبن الهوى من حيثُ ادري ولا ادري

اعدن لي الشوق القديم و لم اكن        سلوت ولكن زدتُ جمراً على جمرِ

سلمن، و اسلمن القلوب، كأنما          تشك بأطراف المُـثـقـفـةِ السمر

ِوقلن لنا نحن الأهلة إنما              تضيء لمن يسري بليل ولا تقري

فلا بذل إلا ما تزود ناظر              ولا وصل إلا بالخيال الذي يسري

أحين أزحن القلب عن مستقره          وألهبن ما بين الجوانح والصدرِ

صددن صدود الشارب الخمر عندما      روى نفسه عن شربها خيفة السكر

وإن أنسى للأشياء لا أنسـى قولهـا      وجارتها : مـا أولـع الحـب بالحـر

فقالت لها الأخـرى : فمـا لصديقنـا     معنى وهل في قتله لك مـن عـذر ؟

صِـليهِ، لعل الوصل يُـحييهِ، و اعلمي     بأن اسير الحُب في اعظم الأسرِ

  

و ايقـنـتا اني سمعتُ، فقالتا:              من الطارقُ المُصغي إلينا ولا ندري

فقلتُ: فتى إن شئتما كتم الهوى         وإلا فخناعُ الأعنةِ و العُـذرِ

على انه يشكوا ظلوماً و بُخلها           عليهِ بتسليم البشاشةِ و البشرِ

فقالت: هُجينا، قلتُ: قد كان بعض ما     ذكرتِ، لعلَ الشرَ يدفعُ بالشر

وَبِتنا عَلى رَغمِ الوُشاةِ كَأَنَّنا      ,     خَليطانِ مِن ماءِ الغَمامَةِ وَالخَمرِ.

ِ

خليلي، ما احلى الهوى، و أمـرَّهُ        و أعرفني بالحلو منه و بالمُر

بما بيننا من حُرمةٍ هل علمتما          ارق من الشكوى، و اقسى من الهجرِ

و أفضح من عين المُحب لسِـرهِ        ولاسيما إن اطلقت عبرةً تجري

وَلكِنَّهُ أَودى الشَبابُ وَإِنَّما,          تُصادُ المَها بَينَ الشَبيبَةِ وَالوَفرِ.

كَفى بِالهَوى شُغلاً وَبِالشَيبِ زاجِراً,      لَوَ اَنَّ الهَوى مِمّا يُنَهنَهُ بِالزَجرِ.

أَما وَمَشيبٍ راعَهُنَّ لَرُبَّما,            غَمَزنَ بَناناً بَينَ سَحرٍ إِلى نَحرِ.

عندها أوقغه المتوكل قائلا لأصحابه ،،، والله خشيت عليه ان يذوب رقة و لطافة. 

وكان أول ما قاله من الشعر وكان والده من معلمه في الكُتَّاب بأن يحبسه في الكتاب، فحينما رأى علي أصحابه ينصرفون إلى بيوتهم وهو محبوس ضاق صدره وأخذ لوحه وكتب عليها لأمه:

يا أمتا أفديك من أم      أشكو إليك فظاظة الجهم ( والده )

قد سرح الصبيان كلهم      وبقيت محسوراً بلا جرم

وأرسلها مع صديق له إلى أمه قال على وهو أول شعر قولته.

ومن طرائفه في الكتاب كتب على لوح إلى بنت صغيرة : وعمره عشر سنوات 

ماذا تقولين فيمن شفة سهر      من جهد حبك حتى سار حيرانا

وسوم: العدد 693