في رَابعَةْ (1)

سَتَرَى هُنَا امْرَأَة أَتَتْ منْ بُورْسَ عيدْ

بَاعَتْ جَوَاهرَهَا..

لتُطْعمَ كُلَّ عُمَّال السَّلام بأَرْض مَشْرُوع الشَّهَادَات الْجَديدْ

فَالْمَجْدُ للْعُمّال..

يَا عُمَّالَ مَشْرُوع الشَّهيدْ

................

وَالصَّوْمُ مَقْبُولٌ بإذْن الله

وَالإفْطَارُ - في الدَّنْيَا - شَهي

أَوْ .... بجَنَّات الْخُلُودْ

......................................................

وَتَدَقُّ سَاعَاتُ الرَّصَاص بمعْصَم الضُّبَّاط

تُعْلنُ وَقْتَ عَاشِر فَاجعَةْ

كَيْ يَسْتَقلَّ جَميعُ عُمَّال الشَّهَادَة مَرْكبَ الشُّهَدَاء في بَحْر الرَّصَاص

وَيَصْعَدُونَ إلى السَّمَاء السَّابعَةْ

وصحَابُهُمْ وَقَفُوا عَلَى جسْر الدّمَاء يُلَوِّحُونَ بكَفِّ أَدْعيَة الْوَدَاع الضَّارعَةْ

وَلسَانُ حَالهُمُ الْبُكَاء

وَقَوْلُهُمْ:

""يَا مَنْ سَبَقْتُمْ، لاحقُونَ بكُمْ بإذْن الله (دُونَ مُقَاطَعَةْ)

...............................

وَلحين دَقَّة سَاعَةٍ أُخْرَى بمعْصم ضَابطٍ

ليُزيلَ سَدَّ الْوَقْت عَنْ مَوْجَات بَحْر رَصَاصه الْمُتَسَارعَةْ

سَنَظَلُّ مُنْتَظرينَ عَوْدَةَ مَرْكب الشُّهَدَاء

يَأْخُذُنَا لَكُمْ

........  منْ رَابعَةْ

في رَابعَةْ:

ستَّاتُ مصْرَ: الْوَرْدُ في بُسْتَان ثَوْرَةْ

وَرَقَاتُهُ

- لَوْن (الْخمَار) عَلَى الْبَنَات

تَفَتَّحَتْ

منْ فَوْق عُود هُتَافهنَّ الْمُسْتَوي طُهْراً وَخُضْرَةْ

(المرّه دي بْجدْ .... مش هنسيبها لْحدْ)

إنْ كُنْتَ منْ فُقَرَاء مصْرَ وَلَمْ تُعَاينْ لُؤْلُؤاً

فَانْزلْ لمَرَّةْ

لتَرَى خيَامَ نسَاء مصْرَ الآنَ أَصْدَافاً بها مليونُ دُرَّةْ

***

وَاحْذَرْ ... فَأَسْلحَةٌ مُخَبَّأَةٌ بحَنْجَرَة امْرَأَةْ

وَالْبُنْدُقيَّةُ

منْ عيَار غنَائهنَّ بأَلْف أَلْف رَصَاصَةٍ صَوْتيَّةٍ

- مثْل النَّشيد - مُعَبَّأةْ

وَقَنَابلُ التَّصْفيق

- في تَفْجير بُرْج حَمَاسَةٍ في قَلْب عَاصمَة النَّشيد

مُهَيَّأَةْ

وَهُنَاكَ أَدْعيَةٌ تَهُزُّ قَوَاعدَ الأَهْرَام تُطْلقُهَا النِّسَاءُ منَ الصُّدُور....

وَربَّ قنبلةٍ هَوَاءٍ في رئةْ

وَبُدُورُ أَوْجُههنَّ

- في عزِّ النَّهَار .. كَمَا الليَالي

طَالعَةْ

يَعْكسْنْ نُورَ الْمُصْحَف الْمَفْتُوح لَيْلَ نَهَارَ

نُصْبَ عُيُونهنّ

وَفي الصُّدُور حَمَامَةٌ طُولَ الْمَذَابح سَاجعَةْ

تَبْكي..

وَتُبْكي فَوْقَ غُصْنٍ

دُقَّ

-بَعْدَ مَجَازر التَّفْويض -

أَوْتَاداً لخَيْمَتهنَّ نصْف الْوَاقعَةْ

........................   في رَابعَةْ

في رابعة (2)

وَلَدٌ يُمَارسُ عَادَةً سرِّيَّةً جداً مَخَافَةَ أَنْ يَرَاهُ أَبُوهُ؛ كَيْ لا يُقْلقَهْ

فَبجَيْبه الصَّيْفيِّ نصْفُ وُرَيْقَةٍ

خَطَّ الْوَصيَّةَ فيه في عَجَلٍ....

فَغَيْرُ مُنَمَّقَةْ!

مُذْ خَطَّت الأَوْغَادُ تَفْويضَ الرَّصَاص .. وَعَسْكَريٌ أَطْلَقَهْ!

...

وَيَعُودُ (مَشْرُوعُ الشَّهيد) كَعَادَة الْبَحَّار

- منْ بَحْر الرَّصَاص الْعَسْكَريِّ –

وَمَاؤُهُ الْمُحْمَرُّ فَاضَ بجَيْبهِ الصَّيْفيِّ حَتَّى أَغْرَقَهْ

وَكَسَا احْمرَارُ الْجُرْح - خَلْفَ الْجَيْبِ، في نصْف الْوُرَيْقَة - أَزْرَقَهْ

يَبْكي...

فَلا صنَّارَةُ الشُّهَدَاء قَدْ صَادَتْهُ منْ بَحْرَ الرَّصَاصِ...

وَلا تَبَقَّى السِّرُّ خَلْفَ الْجَيْب نصْفَ وُرَيقَةٍ

منْ غَيْر عَلْم أَبيه وَهْيَ مُطَبَّقَةْ

***

إنْ زُرْتَ رَابعَةً، فَفَتِّشْ في جُيُوبِ شَبَابهَا

وَكَأَنَّمَا تَحْتَاجُ كبْريتاً بحُجَّةِ أَنَّ عُلْبَتَكَ الْمَليئَةَ ضَائعَةْ

وَاذكْرْ لَنَا كَمْ أَلْف نصْف وُرَيْقَةٍ

في جيْب أَلْفٍ كَانَ يُخْفي عَنْ أَبيه وَصيًّةً أخْرَى مَعَهْ

كَلمَاتُهَا منْ قَلْب قَلْبٍ نَابعَةْ

...

هيُ عَادَةٌ سرِّيَّةٌ جداً

وَتُرْضي اللهَ منْ وَلدٍ هُنَا في رَابعَة

وسوم: العدد 693