جدل قائم

بين الأسرى في سجن الخوف جدال قائم

في شأن الجلاد القادم

في آخر نوبة تبديل بين الجلادين

حيث مضى جلاد وأتى جلاد آخر!

هل يحمل هذا القادم ؟!

من سابقه قلبا أرحم ؟

ويدا ليست أثقل مما نعلم !

كانت في السابق

لا تحمل إلا سوطا من مخمل

معقولا بعض الشيء ويُحمَل

لا يسلخ إلا أظهرنا

لا يكسر إلا أضلعنا

أو بعضا من أذرعنا

لا يقلع إلا عند الحاجة بعضا من أعيننا

لا يجعلنا نسبح في دمنا 

أكثر من يوم في اليوم..!

يـــــــــــا للخوف من القادم !

هذا الجلاد القادم !

مفتول العضلات !

شرس شرير النظرات !

يتلمظ بحثا عن دم

لم يعرف من عشــــــــــرة أعوام طعم اللحم 

يــــــــــــــا للهم ويا للغم

ويا للطالع طالعنا الأسود يا للشؤم !

يــــــــــا رحم الله النباش الأول !

قد كان له خط أحمر !

نتسلى فيه .... نحلّله ونركّبه

ونقيس له طولا عرضا نتفائل !

بعض الشيء ونأمل

يـــا رحم الله الجلاد الأول

بل يا غضب الله عليه تنزَّل

مـــــا أحقره كان وما أسفل !

وخليفته أحقر منه وأنذل

في الشر هما سيان

وأقلهما أستــاذ للشيطان !

الموت لهذا الشيطان الأكبر 

القاتل باسم الحرية

الوحش باسم الإنسانية

الباسط عرشا فوق الكرة الأرضية

وعصابته المبثوثة في كل مكان

ولها أطراف شيطانية !

أصل الشر بكل قضية

ما ألعنه ما أخبثه ما أقذر!

كم عاث فسادا وطغى وبغى وتجبر

ماذا يمكن أن يفعل أكثر !؟

يتفنن في ذلتنا

والدوس طويلا فوق كرامتنا

يأخذ منا حتى ثمن السوط !

يصنع من تيجان أكابرنا نعل البوط

هـــــــذا الشيطان الأكبر 

قد أن لنا من سطوته أن نتحرر

أن نخلع ثوب الذل

ونحطّمَ صرح الجهل

أن نرفع رأسا مدفونا منذ عقود تحت الرمل

لا يحنى بعد اليوم سوى لله

أن نتجاوز هذا الخط الأحمر

كم أرهقنا كم خدّرنا هذا الخط الأحمر !؟

من دمنا مصنوعُ 

هم وجراح ودموعُ

الويل له ....الويل لهم..

بل كل الويل لنا 

من أنفسنا !

من فرقتنا

قد ضيعنا

أقوى أسلحة من أيدينا

لما استسلمنا للخوف 

وتركنا فرجا في الصف 

وثقوبا في السقف

يتسرب منها دلف الضعف

منذ نسينا أن نتلو آي الإخلاص

ونعوذ برب الفلق ورب الناس

الكرة الآن بملعبنا

إما نثبت صدق بنوتنا 

للأجداد

من تعرفهم كل الدنيا صناع الأمجاد 

أو عن آخرنا نمحى

ندري أن الأمر عسير جدا 

أن الدرب طويل جدا

لكنا نقسم أن نقطعه مهما امتدا

أن نجلو ليلا مسودّا

ونجيء لهذا الكون بصبح

يضحكه بعد الغمّ ويبدِّله

عن نحس طال به

سعدا........

إن شاء الله

وسوم: العدد 695