دمشق

دمشقُ جئتك ِ والدمعاتُ تنسكبُ

وجمْرة ُالوجد ِ في جَنبيَّ تلتهبُ

هذي الشآمُ التي غنتْ لنا زمنا

باتتْ تنوحُ وفي الآفاق ِ تنتحِبُ

أرى الكلابَ التي هاجت على دمِها

يقودُها النفطُ ُ والدولارُ والنسبُ

وَيْحِي على بردى،فاضتْ مدامعُه

يبكي على عَرَب ٍ قد خانهم عَرَبُ

هي الخيانة ُ في الأعراب ِ مَكرُمُة ٌ

لذا الأميرُ على إخوانه يَثِبُ

بالأمس صَبُّوا على بغدادَ حقدهمُ

وللعراق ِ ذئابَ الغرب ِ قد جَلبوا

في حمصَ يصرخُ ديكُ الجنِّ مِنْ وَجع ٍ

وفي الفرات ِ ينوحُ الفكرُ والأدبُ

يا شامُ أين عيونٌ كنتُ اعشقها

وأين وجه ٌ إلى خديه أنتسبُ

يا شامُ أين عقودُ الياسمين ِ على

صدر الحِسان ِ وليلُ العشق ِ يقتربُ

أين الورودُ التي كانت توَشوشني

أين الكرومُ وأين التينُ والعنبُ

ذكرتُ ليلك والصفصافَ يا بردى

ولفتة َ الجيد ِ حين العطرُ ينسكبُ

هل جفَّ ماؤكَ مِنْ قهر ٍ ومِن وجع ٍ

أمْ أنَّ فوقك غيم ٌهَدَّهُ التعبُ

هذي ضفافكَ لا ماءٌ ولا شجرٌ

ولا نسيمٌ ولا طيبٌ ولا صخبُ

فهل تعودُ لنا الدنيا بما سَلبَتْ

وهل تعودُ إلى ما نشتهي حلبُ

وسوم: العدد 695