حلب الحزينة

من ثارَ منكم طالباً حلبا 

قد ضاعَ منهُ اليوم ما طلبا

ماتَ النبيُّ اليعربيُّ فهل 

إنْ ماتَ .. عدنا نحملُ الحطبا ؟

لا تحشدوا إنساً لنصرتها 

و لترفعوا عن أهلها العتبا

و لتتركوهم في أزقتها 

يستأنسون النار و اللهبا

يستعذبون الموت أغنيةً 

يستنشقون الهمَّ و النصبا

ماتوا لألفٍ قبلَ ميتتهم 

مذ غابَ صوتُ العرْب و احتجبا

مذ عابَ دبٌّ طهرَ ثورتنا 

مذ جاءَ خبٌّ طالباً ذهبا

شهباءُ وسطَ القلبِ ما ذهبت 

لكّن نبضَ القلبِ قد ذهبا

من ثارَ منكم طالباً حلبا 

ماتت..

فأرخوا فوقها الحجبا

و لتستعدّوا بعدها سترى 

عينٌ لكمْ في موتها العجبا

أعتاب بيتِ اللهِ تلفظنا 

كسرى .. على أرجائهِ انتدبا

راياته السوداءُ نحملها 

غصباً.. و نلقي بيننا العتبا

لا مجدَ بعدَ اليومِ يجمعنا 

فالمجدُ منَّا ،خيفةً، هربا

من ثار منكم طالباً حلبا 

في غفلةٍ قد طارَ ما طلبا

حسناءُ..

يا ويحَ الجمالِ اذا 

ما قطّعت بينَ الورى إربا

شهباءُ..

أخفتْ في سريرتها 

آهاتِ جرحٍ كلّما التهبا

كم كابرتْ .. و الجرحُ يقتلها 

كالموجِ يردي اليمَّ إن عطبا

وسوم: العدد 698