رشفات سياسية في كؤوس أدبية

الرشفة الخامسة :   

أ‌)       نيابة .. ورئاسة / هَـُزِلـَتْ ..! /

1-    عند ترشيح مجلس الشعب ، لحافظ أسد ، لآخر فترة رئاسية له، وهي التي عاجله الموت قبل أن يتمّها  ، تمثّل رئيس مجلس الشعب السوري ، المدعو عبد القادر قدّورة ، بأبيات لشاعر قديم ، قالها في أحد خلفاء بني العباس .. وهي :

أتَـتْه الخِلافةُ منـقادةً               إلـيهِ تُجـرّر أذيالَـها

فلمْ تَـك تَصلح إلاّ لَه               ولمْ يَـك يَصلح إلاّ لَها

ولو رامَها أحد غيرُه                لزلزلت الأرض زلزالَها

وقد قَصد رئيس المجلس بالطبع ، (الرئاسة) التي لم تكن تَصلح إلاّ لحافظ أسد، ولم يكن حافظ أسد يَصلح إلاّ لَها ..! والغريب أنها صلحت لابنه من بعده ، وصلح ابنه لَها ! ومن يدري ..! لعل حافظاً الصغير، بعد سنين طويلة ، يجد رئاسة سورية ، لا تصلح إلاّ له ، ولا يَصلح هو لعمل في الدنيا ، إلاّ لها..! هذا إذا لم يكن شعب سورية ، قد سَئم هذا النوع من الصلاح ..فأفسَده !     

2- وفي سياق مشابه لهذا السياق ، قال أحد الشعراء:

لقد هَزلتْ حتّى بَدا مِن هـُزالِها           كُلاها.. وحتّى سامَها كلّ مفـلِس !    

ب) أوطان :

1) وليْ وطَن آليتُ ألاّ أبـيعَه          وألاّ أرى غيريْ لَه ، الدَهرَ، مالِكا

2) وطَن عليهِ مِن الزمانِ وَقارُ          الـنورُ مِـلءُ شِـعابِه والـنارُ

تَغفو أساطيرُ البطولةِ فـوقَه           ويَهـزّها مِن مَهدها التِـذكارُ

فتطِلّ مِن أفقِ الجِهادِ قَوافـلٌ          مضَرٌ يَـشُـدّ رِكابَـها ونِزارُ

3) لَعَمركَ ما ضاقتْ بلادٌ بأهلِها          ولكنّ أخلاقَ الرجالِ تَـضيقُ

9/2/2007 

الرشفة السادسة :

أ‌)       جدول الضياء:

هكذا جَدولُ الضياءِ تفجّـرْ         هكذا راحت الملايينُ تَـزأرْ

وهـتافٌ كالرعدِ : الله أكبرْ         إنّ شَـعباً يريد أنْ يَتحَـرّرْ

ب‌) كشِفتْ الاتصالات السرّية ، بين الأسد (المُمانع!) ، وبين دولة الصهاينة .. فعَجب بعض الأبرياء الطيّبين ، الذين يحبّون الهتاف لكل شعار جميل .. عَجِبوا من هذه الباطنيّة ، ومن هذا النفاق :  

لا تَعجَبوا للغادرِ ابنِ الغادرِ           ورثَ الخيانةَ كابِراً عن كابـرِ!

لا تَصبِروا حتى يَبيعَ بلادَكمْ           ويَبيعَـكمْ فيها.. كألأمِ تاجـرِ

فالعَجْز:لا صَبْرٌ،ولا حِلمٌ،ولا          يأتي لِصاحبهِ بأجْـرِ الصابـرِ

ثوروا بصدقٍ ثورةً هـدّارة           كيْ تَعصفوا بالصامدِ ابنِ الثائرِ!

إنّ احتمالَ الذلّ ذلّ فـاضحٌ           فتَحرّكوا .. والله أكـرمُ ناصرِ

ت) ألوان من السيادة :

1- لولا المشقّـةُ ساد الناسُ كلّهمُ         الجود يُـفْـقِرُ، والإقدامُ قَتـّالُ

2- ليسَ الغَبيّ بسيـّدٍ في قَـومِه          لكنّ سَـيّـدَ قومِه المُـتَغابيْ

ث) الحقد والزعامة ، بين الأمس واليوم :

ولا أحْمِلُ الحِقدَ القَديمَ عليهمُ             وليسَ زعيمُ القومِ مَنْ يَحملُ الحِقدا

ج) القيَم الكبيرة ، والرجال الكبار :

على قَدْرِ أهل العَزمِ تأتي العَزائمُ        وتأتي على قَدْرِ الكِرامِ المَـكارمُ

وتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها        وتَصغُر في عَينِ العَظيمِ العَظائمُ

ح) أوثان ساقطة :

لمَـسْـتُ فُتورَ الهَوى مِنْ لَميسْ       أقولُ : مَتى !؟ فتقولُ : الخَميسْ

وكلَّ خَميسٍ تَـقـولُ : الخَميسَ الذي سَوفَ يَـأتيْ.. ورأسِ الـرئـيسْ

ألـمْ تَجِـديْ يا ابْـنَـةَ الوَغْـدِ مِنْ وثَـنٍ ساقـطٍ ، غيرَ هذا الخَسيسْ !؟

10/2/2007    

الرشفة السابعة :

أ‌)       إلى المخدوعين بلعبة الحلـفَين المتصارعَين ، الرومي والفارسي ، اللذَين ينسّقان الأدوار بينهما :

وما انتفاع أخي الدنيا بناظرِه        إذا استَـوَتْ عندَه الأنوارُ والظُـلَـمُ!؟

ب) إلى رئيس جمهورية ، انتقل إليه الحكم بالوراثة ، وما علّمه أبوه ، الذي ورّثه الكرسي ، من فنّ السياسة ، إلاّ الكذب وإخلاف الوعد ! أمّا الخنوع لأجهزة المخابرات ، التي تلحس قراراته ، فنابع من طبيعته المائعة الهشّة :

1-  وما تَـمَسّـكُ بالوَعدِ الذي وعَدتْ      إلاّ كَما يُمْسِك الماءَ الغَرابيلُ

صارتْ مُواعيد عرقوبٍ لَها مثَـلاً      فَما مَواعيدها إلاّ الأباطـيلُ

2- مازال يَكذِب حتّى صارَ كَذّابا         ثم ارتدَى الكَذِبَ المَفضوحَ جِلبابا

3- خَـليفَـةٌ في قَـفَـصٍ             بَـيْـنَ وَصيفٍ وبُـغـا

يَـقـولُ ما قـالا لَـه              كَـما تَـقـولُ الـبَـبَغا!

4- ويَـنْـشأ ناشِئُ الفِتيان فينا        على ما كان عَـوّدَه أبوه

ت)  الكبار بين الحياة والموت :

علـوّ في الحَياةِ ، وفي المَماتِ       لَـحَـقّ تِلكَ إحْدى المُعجِزاتِ!

ث) الصغار بين الحضور والغياب :

ويُـقضَى الأمرُ حينَ تَغيبُ تَـيْـمٌ      ولا يُستأمَرونَ وهمْ شهودُ

ج) القرار المدمّر:

إذا صَدرَ القَرارُ عن الحِمارِ         أتـَنـتَظرُ البلاد سِوى الدَمارِ!؟

ح) الانتصارات السهلة :

ولو فُـتِحتْ بلادٌ دونَ حَربٍ       بنَـقْر الدفِّ ، أو رقْـصِ السَماحِ

إذنْ لمَضَى الجَبانُ بكلّ أرضٍ      يُـقيمُ ببَـلدةٍ حَـفْـلَ افـتـتاحِ!

خ) نكبة .. وعزم :

نُكِبتْ حَماةُ.. وظلّ عَزمُ حُماتِها     عَزمَ الجِبالِ .. وتِلكَ بعضُ سِماتِها!

وسوم: العدد 698