هل تعلمون معاناتي؟

د. عبد السميع الأحمد

هل يعلم العالم الهاني معاناتي

وهل درى بعض آلامي وآهاتي

وهل أفاق على آثار موجعة

يستلها الموت من أنياب حيات

تجمدت ولهيب الحزن يلفحها

وصارعت كل أنواع العذابات

تجاوزتها يد التحنان فانكفأت

تخيط في الليل أثواب الجراحات

تحدق الطرف: كم نجم ترجل عن

حضن الثرى صاعدا صوب السماوات

وكم سحابة خير أصبحت مزقا

وبطنها لم تزل حبلى بخيرات

وكم فراشة حقل ذاب كاهلها

بلاهب النار أو غصت بغازات

وكم غريرة سن لم تجد سقفا

تحمي ضفائرها من غائل شاتي

وأمها تتلوى في الصقيع على

أنات طفلتها في صرصر عاتي

تضمها بشغاف القلب تمنحها

دفء الحنان تقيها شر آفات

تلملم الدّجيةَ السوداء آملة

فجرا ينوء بأحلام وضيئات

تلعثم الفجر مكلوما وقال لها

مدي يديك فقد كلّت صباحاتي

مللت من قفصي المنصوب خلف ذرا

تلك الجبال الجلاميد المنيفات

خلقت للنور لا عيني بيائسة

ولا جناحي مهيضاً في مناراتي

ما بين خافقتي الآمال مشرقة

وأحرف النور من فيض ابتساماتي

بنيت للطامح المكدود منزله

على ذرا السحب البيض الوضيئات 

إني أنا الفجر مزروع على شفة ال

الطفل الغرير وأحلام الصغيرات

نسجت من نوري الوضاء أردية

على ضفاف أمانيك القريحات

أهمُّ أرسل أضوائي فيحجبني

ليل تسربل في ليل وآهات

غطت دياجيه أشيائي وأفنيتي

ودمرت عوديَ الغافي وآلاتي

رثيت للبرعم المياس يسحقه

طاغ يعربد في أسماع أموات

وللصغيرة لم تجدل ضفائرها

ولم تنم منذ ساعات وساعات

وللصغير الذي أحلامه كرةٌ

تمزقت تحت نيران الرصاصات

تجبر الليل في دنياهم بطراً

وسار مزدهياً بين الصراخات

يا أيها الليل هيا ارحل بلا أثر

واحمل بقاياك إني قادمٌ آت

وسوم: العدد 700