عباءة الطين

أيا تلك النسائم خبِّريني

عن الارض التي فيها شجوني

أما زالت عيون الشام تبكي

كأنَّ عيونها جـمْـــرْ الانين

شآم تشتكي و الروح ثكلى

لعل الله يرزقتي يقيني

بأن الفجر يشرق من ظلام

إذا اشــتــد الظلام فعانقيني

خذيني يا شموس الى شآمي 

دعيني في الحقول و بدديني

و اشرق نجمةً في مجد ارضي

أيا تلك الكواكب فاعذريني

رياحين الندى للشام عطشى

و زهر بنفسجي مع ياسميني

تزاحمهم أهازيج اشـــتــياقي 

و تعزف لوعتي لحنَ الضنين

خزامى  تشتكي و الشوق نارٌ

الا يا ساعة اللقيا استكيني

لصرخة عاشق لتراب أرض

يجود بروحه لثرى العرين

بلاد الشام تسكنها المنايا

و غاية منيتي لثم الجبين

اذا اغفلتُ جفناً يا دمشقي

أرى عشقي لتربك يكتويني

اذا نبَضَ الفؤاد بغير شامي

سأهجر نبض قلبٍ لا يعيني

أريد جوانحا لأطير نسرا

أحلق في سماءٍ تحتويتي

و اسرح في مدار الحب حتى

تظللني غمامات الحنين

و احمل كل حب الشام وردا

و انثره مدى الأفق المبين

فأزهرْ يا ربيع المجد حُسْناْ

حدائقُ شامتي فجر السنين

دعيني يا شآم أذوب عشقا

على ذاك الثرى تغفو عيوني

و غطِّي جثتي بتراب طهرٍ

يكون عبائتي و يكون طيني

خزامى الشلبي

وسوم: العدد 703