حُلمٌ وعِلم

ستنهضُ أمَّةُ الإسلامِ يومًا

لتمحوَ ما يُعاني الكونُ ظُلما

فقد شقِيَت لغيبَتِهِ شعوبٌ

تولاّها عن التّوحيدِ أعمى

فليسَ سواهُ من شرعٍ يُرجّى

ليُرجِعَ حربَ أهلِ الظُلمِ سِلما

فيُنقذَ بالعَدالةِ كلَّ روحٍ

ولن ينسى من الإحسانِ خصما

أليسَ اللهُ بارؤه ارتضاهُ

وشاءَ كمالَهُ حَكَمًا، وحُكْما!

مخافةَ عدلِهِ الظُّلاّمُ شدّوا

يرونَ فناءَ أهلَ الدّينِ حتما

وكمْ عمدًا وحِقدًا جزَّأوه

وكمْ زعموا أخا الإيمانِ فدْما!

بكلِّ المكرِ أغروا حاكميه

ليبقوا عن دُعاةِ الحقِّ صُمّا

وقالوا ليسَ في الإسلامِ عِلمٌ

أجلْ، لمْ يعتَرِفْ بالظُّلْمِ عِلما

وعِلمُ الغربِ للأخلاقِ هدمٌ

ونحنُ نريدُهُ للظلمِ هدما

ودينُ اللهِ يرحمُ كلَّ روحٍ

ولن يُبقي إذا ما سادَ همّا

فدينُ اللهِ في الأكوانِ عِلمٌ

نزيدُ بما حوتْ عِلمًا، وفهما

وما عرَفَ الأنامُ سِواهُ شرعًا

من الرَّحمنِ للإصلاحِ تمّا

وكلُّ المنصفينَ له شهودٌ

على عُمْرِ المدى لمْ يأتِ جُرما

ومن بطشِ الطُّغاةِ غدتْ شعوبٌ

تُرجّي لو تعيش العدلَ يوما

فكمْ هبَّتْ شعوبٌ من رُقادٍ

وكمْ أذكى بها الطُّغيانُ عزْما!

وكمْ ذلَّتْ طُغاةٌ بعدَ عزٍّ

وكمْ ذاقتْ برغمِ المُلكِ رغما!

ستصحو أمَّةُ الإسلامِ صحوًا

ولن يبقى رجاءُ الكونِ حُلْما

ويغدو الحُلْمُ بالإسلامِ عِلمًا

ويمحو عدلُهُ ما سادَ ظُلما

وسوم: العدد 704