همسات القمر 129

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

* جوعى وربي والغراسُ نَمَت هنا

عطشى ونبع الماء في الأرجاء

موتى بلحدٍ كم يضيق بجلدنا

وبزعمنا نحيا كما الأحياء !

* أمشي وبعض الفكر يدفعني إلى

شوك الأنين يزيدني استعبارا

أمضي وملء القلب نبض يرتوي

دمع الحنين فما يطيق جمارا!

*الله أكبر تعتلي عتم الدجى

صلى الفؤاد لصوتها واستسلمَ

دستور قلبي إذ ترنّح تائها

يقفو خطاها ما تعثّر هائما

يرتد بعد الغي يلتمس الضيا

يمسي ويصبح بالهدى مترنما

*ولاجئة تحوم ولا خيام

تذود البرد عن جسد رقيق

توزَّعَ دمعُها في كل ركن

وجانيها تربّص في الطريق

فهل لكسيرة القلب احتضان

أما في العتم بعض من بريق؟!

*ألا نوم يداعبني فأغفو

لأسرح في البراري دون قيد

أطير بلا جناح من سرور

وأرشف بالهناء لذيذ شهد

وأتلوها حروفي ساحرات

تمايس نشوة بجميل قدّ

فلا هم يكبّل نبض قلب

ولا دمع يحرّق لين خدّ

ولا وهم تراءى في سراب

ولا حزن تغوّل دون حدّ

أما لرهيف حلم من يقين

أسامر دفئه في ليل بردي

وسوم: العدد 706