أأبكيك أبتاه..!؟

نُسيبة بنت فيصل الحجّي

clip_image002.jpg

بكائيّة فقدٍ لأبٍ فذٍّ رائدٍ في الإسلام و العروبة، و فارسٍ لا يترجّل ارتقى إلى جنان الخلد في اليوم العالميّ للّغة العربيّة

مِدىً قطّعَتْ قلبي بفقدِكَ يا أبي

فأضحى مدادي منْ دمي الملتهبِ

أأبكيكَ أمْ أبكي حنانَ أبوّةٍ

حواني و أبنائي و أنقذَ مركبي

أأبكيكَ أمْ أبكي أبا الجمعِ كلِّهمْ

إذِ انهدَّ سقفٌ ظَلَّ آلًا معَ الصَّحبِ

أأبكيكَ أم أبكي منابعَ حكمةٍ

روَتْ مَنْ رووا ما بينَ شرقٍ و مغربِ

أأبكيكَ أمْ أبكي العروبةَ إذ بدتْ 

بثوبِ حدادٍ يومَ عيدٍ ليعربِ

أأبكيكَ أم أبكي الثّباتَ بمبدأٍ

علا بكلامِ اللهِ كلَّ المناصبِ

أأبكيكَ أمْ أبكي تصبُّرَ مؤمنٍ

يرى مِحَنَ الأقدارِ مَنْحًا لتجتبي

أأبكيكَ أمْ أبكي ندى كفّكَ الّذي

همى أينما تسري لإعشابِ مُجدِبِ

أأبكيكَ أم أبكي الوقارَ و قد زها

بشيبةِ إسلامٍ، و سَمْتٍ لطيّبِ

أأبكيكَ أمْ أبكي الرّجولةَ مجدَها

تسامَتْ بإنسانٍ تقيٍّ مهذّبِ

أأبكيكَ أمْ أبكي صدى الحقِّ صادحًا:

بفيصلَ تعلو رايتي كلَّ مذهبِ

أأَبكيكَ أم أبكي الطّموحَ مسيرةً

نهايتُها خُلدٌ بأرقى المراتب

أأبكيكَ؟ بل أبكي  لفقدِكَ  يا أبي

ففيه فقدتُ الموطنَ الثّائرَ الأبيّ

وسوم: العدد 706