حوار خلف باب الغيب مع المتنبي

د. بهيجة مصري إدلبي

يسعى كأن الرؤى في حرفه حلمُ

ينضو مسافاتها حتى يرى القلمُ

سألته خلف باب الغيب كيف يرى

وكيف معناه في الأسرار يرتسمُ

فقال إني أرى والريح تنبئني

ويشهد الحرف أني في رؤاه دمُ

"أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي

وأسمعت كلماتي من به صممُ"

فقلت كيف شغلت الناس فاختلفوا

لكنهم في بريق الحرف ما انقسموا

فقال كالماء أخفي دهشتي عطشا

أعيد كشف الرؤى بوحا وأبتسمُ

"أنام ملئ جفوني عن شواردها

ويسهر الخلق جراها ويختصمُ"

صمتتُ قال أرى في الصمت حيرته

وحيرة الصمت يبدي وجدها الألمُ

ستسألين بلى مازلت أعشقها

مدينة حبها في الروح يحتدمُ

فكم تنسمت من تاريخ قلعتها

فقلت:.. قال: كفى لا ينفع الندمُ

شهباء أول أحلامي وآخرها

من لم يذق وجدها وجدانه عدمُ

وسوم: العدد 709