حنيني فاضَ

حنيني فاضَ يعصِفُ بي حنيني

لِتلكَ الدارِ يحْملُني أنيني

وطيْفُ الدارِ ظلَّ يحومُ حَوْلي

وأرضُ الأهلِ أقربُ مِن وتيني

هناكَ طفولةٌ عَذُبَتْ وطابَتْ

مشاهِدُها بحبٍّ تَحْتَويني

هناكَ صِبايَ والدُّنيا ضَحوكٌ

يَضوعُ لَنا عبيرُ الياسَمينِ

فيا ابنَ العمِّ كم مَرَّتْ عَلَيْنا

سنينٌ والهوى أحلى اليقينِ

وشَرْعُ اللهِ يَرْبطُنا بِودٍّ

وكنتَ كَما الغَضَنْفَرِ في العـرينِ

وهَبَّتْ ثوْرةٌ فعَقَدْتَ عَزْماً

تُدافِعُ عن حِمى وطني وديني

مَدافِعُكَ الثَّقيلةُ كم أصابَتْ

عَدُوّاً باتَ مِنها كالرَّهينِ

ولكنَّ المَنايا عاجَلَتْنا

رَحَلْتَ كأنّها شُلَّتْ يَميني

فَيا دارَ الصِّبا هل ضاعَ رسْمي؟

 وكنتُ نَقَشْتُهُ في جِذْعِ تينِ

وزَهْرُ اللوزِ فَتَّحَ في رُباها

عشقتُ بَهاءَهُ طولَ السِّنينِ

فَهل هَتَفَ الكَنارُ شدا لِلَيلى

سمعتُ صَداهُ يَبْعَثُ  بي حَنيني

فَيا أطيافُ عاشَتْ في الحَنايا

عَشِقْتُ ثَراكِ هيّا فاحْضُنيني

وسوم: العدد 710