همسات القمر 137

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*فمن للصمت يبلغه

سئمت مرارة الكاس

يكمم بوح أوردتي

يبرّد دفء أنفاسي

يقيّدني بلا ذنب

يلوح بسوطه القاسي

يواريني ثرى شجني

يكفنني لظى ياسي

فهل يا صمت تعتقني

وتسلمني لجُلاّسي

حديث النفس أعلنه

بلا حدّ ولا باس

لَإني الطير لا أحيا

بغير دفيء إحساسي

*ولقد حسبتك يا فؤاد من العنا

أصبحت في كنف الأمان سلاما

ما بال سقمك ما له طبّ ولا

آسٍ يداوي الشجو زاد ضراما

أتعبتني كأس الشقا جرّعتني

وجعلت مني للهموم طعاما

ماذا جنيت وأي جرم زلّ بي

فخفرت للعيش الرخيّ ذماما ؟!

*وكنت أعدّ ساعاتي

أمدّ الفجر بسماتي

لماذا قد غدت سيفا

تبثّ الليل آهاتي ؟!

*ولقد منحتك يا فؤاد بلاغة

فلم التلعثم والتعثر كالوليد

أسمعتك اللحن النديّ محبة

أرهقتني صمتا كتلميذ بليد

*وما كل الشجاعة خوض حرب

ضروس تهزم الأسد الشدادَ

لحرب النفس أشرس من طعان

يدير كؤوس موت إذ تنادى

فهذا الحيّ ميْت ٌ دون ريب

إذا ميزان عدل النفس  حادَ

وسوم: العدد 712