تَضاد

لَيـسَ بِدعًـا تَجـاذُبُ الأَضـدادِ

وَاقتِـرانُ الدُّمُـوعِ بِالأَعـيـادِ

*

كُلُّ ما فِي الوُجُودِ يَحمِـلُ مَعنَـىً

آخَـرًا فِـي تَنـافُـرٍ وَتَـضـادِ 

*

رُبَّ شـادٍ؛ كَأَنَّـهُ فِـي حُبُـورٍ

يَتَسَلَّـى, وَقَلبُـهُ فِـي حِـدادِ! 

*

وَقَـوامٍ؛ إِذا تَراقَـصَ أَحـيَـا

مُهَجَ النَّاسِ, وَهْوَ فِـي إِجهـادِ! 

*

أَتَسَمَّعـتَ لِلحَمائِـمِ شَــدوًا؟

فَتَفَكَّـرتَ أَنَّـهُ نَـوحُ صــادِ؟ 

*

وَبِـأَنَّ الخَرِيـرَ حَيـثُ تَهـادَى

لَيـسَ إِلَّا تَحَـنُّـنَ الأَكـبـادِ؟ 

*

فَرِدِ النَّهرَ؛ هَلْ تَـرَى غَيـرَ بـاكٍ

يَتَلَـوَّى بِشَهـقَـةِ الـتَّـردادِ؟ 

*

وَضِفافٍ عَلَـى الجَوانِـبِ حَـرَّى

ضارِعـاتٍ بِـعَـودَةِ الــرُّوَّادِ؟ 

*

أَمعِنِ؛ الحَورُ وَالقُلُـوبُ نُقُـوشٌ

دامِـيـاتٌ بِغُصـنِـهِ الـمَـيَّـادِ 

*

يَتَـدَلَّـى مُلاعِـبًـا نَسَـمـاتٍ

خَطَرَتْ بَينَ هَمهَمـاتِ الـوادِي! 

*

كُلُّ ما فِي الحَيـاةِ؛ ضِـدَّانِ فِيـهِ

يَجمَعـانِ الحَرِيـرَ بِالأَصـفـادِ! 

*

فَتَمَهَّلْ تَجِدْ - هُنـاكَ - دَبِيبًـا

كامِنًا فِي الذِي تَـرَى مِـنْ جَمـادِ 

*

وَتَـرَ المَـوتَ سَكـرَةً تَتَجَـلَّـى

بِخُشُـوعٍ كَصَـرخَـةِ المِـيـلادِ 

*

وَالظُّبَى أَذرُعَ الحَدِيدِ! وَلَيسَـتْ

قاتِـلاتٍ فِـي صَنعَـةِ الحَـدَّادِ! 

*

وَالظِّباءَ الحِسانَ لَيسَتْ كَما تَـبْــ

ــدُو حِسانًا فِـي مُقلَـةِ الصَّيَّـادِ! 

*

ما وَراءَ المَظاهِـرِ؛ السِّـرُّ خـافٍ

بَينَمـا الشَّكـلُ لِلنَّواظِـرِ بــادِ 

*

أَعـيُـنٌ تَـزعُـمُ المَحَـبَّـةَ زُورًا

وَنُـفُـوسٌ دَفِيـنَـةُ الأَحـقـادِ 

*

وَوُجُـوهٌ عَبُوسَـةٌ مِـنْ جَلِـيـدٍ

وَقُـلُـوبٌ دَفِيـئَـةٌ بِـالـوِدادِ 

*

تَثِـبُ القافِيـاتُ وَثبَـةَ ضــارٍ

فَـوقَ حرفِـي؛ بِأَرجُـلٍ وَأَيـادِ 

*

فَأَرانِي؛ مَواسِـمُ القَهـرِ تَهمِـي

بِدُمُـوعٍ عَلَـى خُـدُودِ سُهـادِي 

*

فَإِذا مـا قَـرَأتَ شِعـرِيَ تَلقَـى

صِبغَةَ الحُزنِ, لَكِنِ اللَّحنُ شـادِ! 

*

فَتَحَـرَّ المَعانِـيَ الْـ: قَـدْ تَراهـا

فَفَمِـي الصَّمـتُ وَالتَّكَتُّـمُ زادِي 

*

وَادَّكِرْ - يا أَخا النَّصِيحَةِ - قَولِي:

(أَجمَلُ اللِّينِ ما اكتَسَـى بِعِنـادِ)

وسوم: العدد 712