منسرح الحمد

لكَ الحمدُ يا ربَّاهُ ما صدحَ الطيرُ

وما دارتِ الأفلاكُ وانسَرَحَ النّهرُ

لكَ الحمدُ أنْ أرسلتَ فينا محمَّداً

تبشِّرُنا بالحقِّ أعينهُ الطُّهْرُ

فمالتْ لهُ الأغصانُ حينَ توَرَّدتْ

لهُ البيدُ بالريحانِ وانتشرَ العِطْرُ

وأخرجَنَا منْ ظلمةِ الجهلِ نورُهُ

بوحْيٍ من الرحمنِ يشفَي بهِ الصَّدرُ

أعزَّ بهِ قوماً من الذلِّ نكّـســُوا

رءوساً لهمْ تحتَ المقاصلِ كم خرُّوا

وراقتْ قلوبٌ مزّقَ الرِقُ سِترَهَا

وعادتْ عقولٌ تستقيمُ ولاَ قَهرُ

عليَ غصنِ بانٍ رددَ الطيرُ لحنَهُ

أتانَا الهُدَي والنورُ إذْ طلعَ البدر

وراحت له الأصداءُ ترسلُ خيلَهَا

إلي القادمِ المجهولِ أن جاءنا النصرُ

منَ الرازقِ القهارِ صوبَ مدائنِ

الجهالةِ والاشراك فاسّاقطَ الدرُّ

انيرت بهِ الأفئدةُ السودُ وانبَرَتْ

تناجي الغفورَ العدلَ فالأدمع الغُرُّ

علي صفحةِ الخدّينِ تغسلُ ما مضي

وتستقبلُ الإشراقَ ماَ انسَرحَ الدهرُ

وسوم: العدد 712