وفــاء الشاعر

حسن حوارنة
hsnmlk@zajil.net

إنـي أرى لـلشعـر وردا واحـــدا       جـادت بـه الأيام عـند الجـدول

فالشاعر الملتاع أغرى بالهوى       كل النفوس على ورود المنهل

لكـنـه يـبـقـى عـلى ظــمــإ ولا        يرضيـه إلا فـرحـة المتـــأمــل

عشق الهروب إلى الخيال ولم يزل   يهوى الضياع بغابة لم تؤهـل

هو في الحياة خيوط حب كامن       بين الظلام وبين فجر مقبـــل

روح تهيم على المدى في جنبها      رفض يبدد واقعــا لـم يـقبـل

أرسى من الفكر الجديد قواعدا        كالنور بين جوانب المستقبل

يصف الدواء لمن يداوي جرحه       وهو الجريح بنار حب يغتلي

قبـس على الأيام يحرق نفسه         ليضيئ درب العاشق المتوغل

أزجى إلى الحرف الحياة وإنه         لولاه ذاك الحـرف لم يتـأول

نـظـم الـكلام بـفـنه وبــروحه          كاللؤلـؤالـمكنون لـم يتبـدل

هو في حياة القوم رمز ظاهر         صقل الحياة به ولما يصقل

لكنه المهـمـوم دومـا لا يرى          دون الهموم سعادة لم تبذل

بلسـانه حـق ُ يحارب باطـلا          كالسيف لا يخشى غبار الأرجل

فهو المنار لكل حق ضائـع           وهر الحراب تدك ترس الباطل

هو شاعر الله ألهب حســه           فإذا بـه نــور تبـدى مــن عـل

فالحق إن الحق سمت حديثه         وهو المبرز في الغرام الأمثل

تخذ الغرام لذاته رمزا وكم           أرساه معنى في المسار الأمثل

أمضى ليالي العمر يندب حظه       ويصوغه شعرا يضيئ كمشعل

حب بذات فؤاده أودى بـه           هـجـر يحـرَق ذاته كــالمــرجل

وكذا الزمان بحلوه وبمره           يبقى ضنينا لا يجود بــمأمــل 

غدر الزمان به وإن وفاءه          أنــقى مثـالا مــن وفاء سموءل

وسوم: العدد 713