فارسُ القلم النبيل

طاهر الحمدو صورة taher alhamdo.jpg

عرفتك طاهراً : فكراً ورُوحا

           كريماً، فاضلاً، بَرّاً ، نَصوحا

عرفتك فارساً، حُرّاً ، نبيلاً 

          أبيّاً ، صادقاً ، شهماً، سَميحا

عرفتك ، مذ عرفتك ، ألمعياً

  طمِحتَ ، وجُزتَ ، بالدأب ، الطُموحا

فإن تكن الشهادةُ مِن مُحِبّ

        بها جَرحُ ، فلن أخشى الجُروحا

                         *

أخي ، يا مَن بقيتَ أخاً صَدوقاً

          على الأيّام ، نقّاداً ، صريحا

يَراعُك لمْ يَدعْ ، للزيف ، مأوى

        يَلوذُ به ، ولو سكَنَ الصروحا

تَشدّ ، فتتركُ الغُرَماءَ ، صَرْعى

       يُرى مَوقوذُهمْ ، يَبكيْ النَطيحا

وتُثْبتُ ، بالصواب، الحَقّ، محضا

       يُغادرُ خصمَه ، نِضْواً طَليحا

                          *

سَبقتَ الخيلَ ، بالقلم المُجَلّيْ

      وكنت الكاتبَ اللبقَ الفَصيحا

تَخِذْتَ ، مِن اليَراع الحُرّ ، مُهْراً

       نجيباً ، لاكليلاً ، أو جَموحا

وألجأتَ الخُصومَ ، إلى جدارٍ: 

   وكمْ جنَحوا، وما سئموا الجُنوحا

فضاق الكونُ ، حولَهمُ ، فخارُوا

        وكان مَداهمُ ، رَحْبا فَسيحا

يَراعُك ، حَوْلهمْ ، سيفُ ورمحُ

        ودِرعُ ، تَدفعُ السَفَهَ القَبيحا

                          *     

أخي ، إن ضاقت الدنيا، علينا

    وأصبحَ عصرُنا جَشِعاً شَحيحا

وأصقاعُ الشآم ، غدَتْ قِفاراً

   وكانت ، قَبْلُ ، كالجنّات ، فِيحا

أباحَ رياضَها نذلُ بَليدُ

     فصار، بها، مُبيحاً ، مُستبيحا

فليس لنا ، سوى الرحمن ، عونٌ

   يُغيثُ ، بفضله ، الوطنَ الذَبيحا

                     *

أخي ، لابدّ مِن وِردِ المَنايا

    لِمَن سَكَنَ الأعاليَ والسُفوحا

وتَبقى فَجأةُ الأقدار، فينا 

  مَواعظَ ، تَنفُضُ الحُلُمَ المُريحا    

نُزوحُك ، مُسْرعاً، كضياء بَرقٍ

     يُذكّرُ كلَّ مَن نَسيَ النُزوحا

فنمْ ، حيّاك ربّك ، مِن أصيلٍ

  وحيَى الودَّ ، والوجهَ الصَبوحا

وسوم: العدد 714