بيانٌ من غزَّة

أنا غــــــزَّهْ...

أراكمْ دمية الشيطانْ

أراكمْ حيث لا نخوهْ

ولا دبَّتْ بكم صحوهْ

وأنتمْ دوننا صبيانْ

فلا خيلٌ ولا فرسانْ

ولا فـُلكٌ ولا رُبَّـــانْ

وإنْ تعجبْ أيا صاح ِ

فذا عجبٌ على عجب ِ

إذا ناموا فلا ترقبْ

لهم صحْوا ً من اللعب ِ

إذا بُنيتْ دعائمهمْ

على كذبٍ على بهتانْ

فلا تعجبْ ولا ترقبْ

لهمْ صوتا ً يلبيني

ويسعفني يداويني

ويمسحُ رأس أحزاني

يعزيني يواسيني

ويرسمُ بسمة َ الحبِّ

وينحتها على الجدرانْ

أنا غزهْ

ولن تبقى جراحاتي

نزيفا ً يملأ الأكوانْ

أنا التاريخ والإنسانُ والإيمانْ

أنا الأقصى

إذا يعلو على النسيانْ

 أنا غـــــــزَّهْ....

أنا الشهداءْ

إذا طـُبعَتْ لهمْ أسماءُ

في الوجدانْ

أنا الأشلاءْ

وسيلُ دماءْ

أنا الأنباءْ

عن القتلى عن الشهداء والأشلاءْ

وأنتم سادتي الأمراءُ والرؤساءْ

عقدتمْ قمَّة المجدِ

وقلتمْ إننا نشجُبْ

ندينُ عصابة الشرِّ

ونشربُ خمْرة الكرسيِّ

نعلن أننا موتى

ويأبي الشارع العربيُّ خذلانا

فتخرجُ منه نيرانُ

ونحن الماءْ

وماذا تصنع الأنباءُ في الموتى

إذا عاشوا بلا استحياءْ

على وهـَن ٍ وفي استخزاءْ

إذا عاشوا إذا ماتوا

فذاك سواءْ

وفي غـــــزَّه ..

شعاعُ الفجر في غزهْ

شهيدٌ في سما العزهْ

تلا القرآنْ

يدندنُ حول آياتهْ

ويقرأ آية الإسراءْ

ويحمل روحَهُ في كفـِّهِ الأيمنْ

تـُباعُ  بسلعة الرحمنْ

فبائعها هو الهــــاني

وشاريها هو الرحمنْ

أنا غـــــــزَّهْ

فيا فرسانْ

أما قد آنْ

نزولكمُ إلى الميدانْ

كراسيكم بلا معنى

كراسيكمْ بلا سلطانْ

أما قد آنَ يا فرسان !

وسوم: العدد 720