في حضرة إمارة العزلــة

  

عَلى مَهَلٍ سَأَحْمِـلُ مِعْطَفي، أَرْنو مَلِيّا نَحْـوَ

بابِ الْبَيْتِ،  أَفْتَحُـهُ أَفِـرُّ كَما  فَرَرْتُ صَباحَ

أَمْسِ  إلى  مَكانٍ لَسْتُ أُخْطِئُـهُ  هُـوَ الْمَقْهى

لآخُذَ حِصَّتي مِنْ  رَوْعَةِ الْفِنْجانِ. سَوْفَ تَعودُنِي

 بَعْضُ الْقَصائِـدِ رُغْمَ  أَنِّي لا أُريدُ سِوى إِمارَةِ

 عُزْلَتي الْبَيْضاءِ. مَزْهُـوًّا بِما مَلَكَتْ يَميني مِـنْ

 صَفاءٍ  أَرْتَقي حُلُمًا يُؤَثِّثُهُ بَهاءٌ  نادِرٌ فَأَرى عَلى

غَيْمٍ شَبيهي رائِعا، وَأَقُولُ يا أَللهُ ما أَحْلى......

يَرِنُّ الْهاتِفُ الْمَحْمولُ أَلْعَنُهُ وَأَخْنُقُهُ. تُباغِتُني يَدُ

الشَّحَّاذِ أُكْرِمُـهُ بِبَعْضِ دُرَيْهِماتٍ، ثُمَّ أَدْعـوهُ

إِلى بُنٍّ  يَجيءُ بِـهِ سَريعًا نادِلٌ نِسِيَ الْكَـلامَ،

يَـدُ الزَّمانِ عَلى جَبينٍ مِنْـهُ قَـدْ غَزَلَتْ بَليغَ

كَلامِها. يَشْتاقُني سَفَرٌ تَلَفَّعَ بِالْغُموضِ، وَإِنَّني مُذْ

بايَعَتْ  روحي إِمـارَةَ عُزْلَتي  الْبَيْضاءِ  يَسْكُنُني

يَقينٌ لا أُعَرِّفُهُ، تَوَهَّجَ سِرُّهُ فَـوْقَ الْجَبينِ وَبِاسْمِهِ

كُلُّ الْجَوارِح عانَقَتْ جَمْرَ الصَّبابَةِ. نورُ مَنْ هَذا

الَّذي يَجْتاحُ صَـدْرَكَ يا  شَبيهي كُلَّما  أَوغَلْتَ

في أَدْغالِ عُزْلَتِكَ الْفَريـدَةِ؟ غُرْبَةٌ؟ كَلاَّ!وهَـذا

الْقَلْبُ أُبْصِـرُهُ يَطيرُ، أَصيحُ: دُلُّوني عَلى صَحْراءَ

يُزْهِـرُ في مَفاصِلِها الْعَبيرُ وَتَزْدَهـي فِيها الْحَمائِمُ

لَيْسَ يَثْنيها الْهَجيرُ...هُوَ الْفُؤادُ...هُوَ الْفُؤادُ... أَراهُ

مِنْ جَذَلٍ يَطيرُ وَيَقْتَفي أَثَرَ الْبَرَاءَةِ في هُدوءِ الْكائِناتِ

أَقُـولُ مِنْ فَرْطِ الْبَهاءِ: سَلِمْتَ لي، فَاسْكُنْ قَريـرَ

الْعَيْنِ وَرْدَةَ نارِكَ الْجُلَّى/عَصاكَ إِذا تَبَدَّدَتِ الـرُّؤى

وَاغْنَمْ صَفاءَكَ مِـنْ إِمارَتِكَ الْبَهِيَّـةِ يا شَبيها لِي !