سعي الخائن المجرم محمّد علي لاحتلال الجزائر

أوّلا: مع الكتاب

الكتاب هو: "مشروع حملة محمّد علي على الجزائر 1829-1830"، جورج داون، ترجمة عثمان مصطفى عثمان، مراجعة عبد الرؤوف أحمد عمرو، الطبعة الأولى: 2010، وثائق وزارة الخارجية الفرنسية، المركز القومي للترجمة، القاهرة، مصر، من 476 صفحة.

يعتبر الكتاب، هدية لفرنسا من طرف الضابط الفرنسي المجرم، صاحب الكتاب، بمناسبة مرور مائة عام على احتلال الجزائر 1830-1930. كما جاء في مقدمة الكتاب، صفحة 33.

كلّ الشكر، والتّقدير، والاحترام لصديقنا Atef Moatamed الذي نشر الكتاب، عبر صفحته، وقمنا بعدها بتحميل الكتاب. ومن أخلاقنا التي نظلّ نفتخر بها، أنّنا نثني على كلّ من دلّنا على مقال، أو كتاب، أو مقطع، وكلّ فاعل.                         

ثانيا محتوى الكتاب:    

عرضت فرنسا على الخائن المجرم، محمّد علي، احتلال الجزائر سنة 1826، ومن يومها وهو يخطّط، ويعمل لاحتلال الجزائر.

يريد محمّد علي، أن يحتلّ الجزائر بمفرده، وبمساعدة فرنسية لاتظهر، حتّى لايقال عنه استعنت بمسيحي وأنت المسلم، ضدّ إخوانك الجزائريين المسلمين.

طالب محمّد علي من فرنسا منحه 4 بوارج حربية عملاقة، يعزّز بها أسطوله، ويثير الرعب، ولم يكن بحاجة لجنود فرنسيين يشاركونه احتلال الجزائر.  

قرّرت بريطانيا، أن لاتسمح لمحمّد علي باحتلال الجزائر، خشية أن تحرم من خيرات الجزائر، ويستولي عليها بمفرده. وأفشلت مشروع احتلال محمّد علي للجزائر.

تعلم الدول الأوروبية بأحلام محمّد علي في الشام، وإذا مانجح في احتلال الجزائر، فسيتعاظم ملكه، وتزداد قوّته. ولهذا السّبب ترفض بريطانيا، والدول الأوروبية احتلاله للجزائر.

قال المجرم الخائن محمّد علي للسفير البريطاني بمصر: لاأحتلّ الجزائر، إلاّ بموافقة رسمية من بريطانيا. وعرض عليها خدماته لتنفيذ جريمته وخيانته. وهذا الذي كانت ترفضه بريطانيا.

أوروبا كلّها، كانت تؤيّد احتلال الجزائر، من طرف محمّد علي، باستثناء بريطانيا، التي عارضت في البداية الاحتلال، لأسباب تتعلّق بالتنافس مع فرنسا، وتقاسم خيرات الجزائر، وليس لأنّها ترفض الاحتلال. 139

اهتم محمّد علي كثيرا، برأي الأوروبيين، المؤيّد والمشجع، لاحتلاله للجزائر، ولم يعنيه في شئء الجزائر، ولا العثمانيين، ولا جيران الجزائر. 139

فتحية، امرأة جزائرية، جمعت لوحدها، وتحت قيادتها، 16 ألف مجاهد، من سكان الجبال، لقتال الفرنسيين المحاصرين للجزائر، والذين يودون احتلالها. وزعيم جزائري آخر، جمع 40 ألف مجاهد، ولنفس الغرض. 283

يثق محمّد علي في الفرنسيين، أكثر ممّا يثق في الحكومة التركية. 296

اشتملت خطّة فرنسا لاحتلال الجزائر على عنصرين: الأوّل، وهو ظاهري معلن، وموجّه لبريطانيا أوّلا، والدول الأوروبية، والمتعلّق بكون فرنسا، تريد أن تقتص من الإهانة التي تعرّضت لها، من طرف داي الجزائر. والغرض من هذه الطريقة، أن لاتقف بريطانيا في وجهها، وهي المنافسة لها. والثّاني، وهو الجوهري، والحقيقي، والمتمثّل في احتلال الجزائر، ونهب خيراتها، والاستيلاء على كنوزها. 301

حاولت فرنسا أن تظهر أمام الجزائريين، على أنّها جاءت لتأديب الداي، الذي يكرهه الجزائري، وأنّها لم تحتل الجزائر بغضا في الجزائريين. 329

لم تكن بريطانيا راضية على تحالف محمّد علي مع فرنسا، لاحتلال الجزائر. 346

طمأنت فرنسا محمّد علي، أنّ روسيا وبروسيا، يباركان احتلال الجزائر، وكذا الدول الأوروبية، المؤيّدة لاحتلال الجزائر. 351

ظلّت السفن الفرنسية تراقب السفن الجزائرية في مصر، ومنذ 3 سنوات قبل احتلال الجزائر سنة 1830. ص 366

تأسف محمّد علي لفشل مشروعه المتعلّق باحتلاله للجزائر. 409

أراد محمّد علي بناء مجده الشخصي، عبر احتلاله للجزائر، 415

خيانة الدولة العثمانية للجزائر

عرضت فرنسا مشروع المجرم الخائن محمّد علي، لاحتلال الجزائر، على الدولة العثمانية، وطلبت منها مساعدتها في احتلال الجزائر. وكانت فرنسا متأكدة أنّ العثمانيين لايفعلون شيئا لمنع احتلال الجزائر، ويتظاهرون بالرفض ثمّ يقبلون، وقال الكاتب: "فإغماض العين عن أمور معيّنة من الأساليب المعتادة في السياسة العثمانية".

رفضت بريطانيا الموافقة على مشروع محمّد علي لاحتلال الجزائر، فتكفّلت فرنسا بنفسها لاحتلال الجزائر.

لم تكن للدولة العثمانية، الجرأة ولا القوّة، لمنع محمّد علي، من احتلال الجزائر.

رسائل سرية تتحدّث، عن كيفية احتلال الجزائر، بين الفرنسيين، قصد دعم الخائن المجرم محمّد علي لاحتلال الجزائر، وتشجيع الدولة العثمانية، على مساعدته في احتلال الجزائر، والوقوف إلى جنب فرنسا في دعم محمّد علي، واقتسام خيرات الجزائر.

وعدت فرنسا الدولة العثمانية، بحماية العثمانيين في الجزائر، وهو ماتمّ فعله. ووافقت الدولة العثمانية على احتلال الجزأئر، لأنّها عاجزة وخائنة، ولا يهمها في الجزائر، غير أبنائها العثمانيين. 145

طمأنت فرنسا محمّد علي، على أنّ الدولة العثمانية أعجز من أن تقف في وجهه لاحتلال الجزائر، وأنّ بريطانيا يمكن إرضاءها وطمأنتها، إذا علمت باحتلاله للجزائر، وفي النهاية ستقبل بالأمر الواقع، خاصّة حين تعلم أنّنا سنحافظ على مصالحها بالجزائر. 268

لم تكن الدولة العثمانية ضدّ احتلال الجزائر، إنّما خشيت أن يفشل احتلال محمّد علي للجزائر، فتتوتّر علاقاتها أكثر بالجزائر، ولذلك تركت الاحتلال يسير على طبيعته، ودون أن تظهر أنّها تؤيّد احتلال الجزائر، لكن في حالة نجاح محمّد علي في احتلاله الجزائر، ستكون أوّل المساندين والمهنّئين له.

طالبت الحكومة التركية من محمّد علي، حصّتها من غنائم احتلاله للجزائر. أقول: لصّ خائن، يطلب خيرات الجزائر من لصّ خائن محتلّ. 334

فرنسا تستعمل ورقة الحج لقبول احتلال الخائن محمّد علي

ذكرت فرنسا، عبر المراسلات السرية: لايمكن للجزائريين، وجيرانهم، أن يصبروا على منعهم من الحج، وبالتّالي إذا ضغط عليهم محمّد علي، بمنعهم من الحج، بغلق ممر مصر، فإنّهم لامحالة سيستسلمون، ويوافقون ويساعدونه على احتلال الجزائر، لأنّهم لايصبرون على منعهم من زيارة رسولهم صلى الله عليه وسلّم. 138

قال بولينياك إلى جيومينو: باستطاعة محمّد علي، منع الجزائريين واللّيبيين والتونسيين، من أداء فريضة الحج، عبر قطع الطريق البري، الذي يمرّ بمصر. والعرب لايستطيعون تحمّل منعهم من زيارة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولذلك سيرضخون لمحمّد علي، ويساعدونه في احتلال الجزائر.  149

ثالثا: تعقيبنا على ماجاء في الكتاب

أوّل أمر لفت انتباهي، وأنا أقرأ صدر الصفحة الأولى من الكتاب، الخاصّة بالمراجع، صفحة 9، والتي جاء فيها: أهدت وزارة الخارجية الفرنسية، الكتاب للملك فاروق، بمناسبة مرور 100 عام على مشروع الخائن المجرم محمّد علي، لاحتلال الجزائر.                                                         قلت: يحتفل الاستدمار الفرنسي، بمرور مائة عام على احتلال الجزائر 1830-1930، ويحتفل بمرور مائة عام على مشروع احتلال الجزائر 1829-1929. وتحتفل فرنسا بكلّ مايهين الجزائر، ويساهم في احتلالها.

ثاني أمر لفت انتباهي، أنّ ألقاب العظمة التي منحت للخائن المجرم محمّد علي، كانت من قبل فرنسا التي كانت تسعى لاحتلال الجزائر. فهو كبير، وعظيم، ومتحضر لأنّه سعى لاحتلال الجزائر.

رفضت فرنسا بقوّة أن تعيد للجزائر -وما زالت-، ديونها المترتّبة على الجزائر، وفي الوقت نفسه، عرضت أموالها، على الخائن المجرم محمّد علي، لاحتلال الجزائر. فأموال الجزائر بالنسبة للمحتلّ الفرنسي، هي مباحة للنهب والسّطو عليها، وتقديمها لكلّ من يريد احتلالها، ونهبها، كما منحتها للخائن المجرم، محمّد علي، لاحتلال الجزائر، ونهبها.

الخائن المجرم محمّد علي، كان جادا لاحتلال الجزائر، وأعدّ العدّة، وناقش مع الفرنسيين التفاصيل الفنية والجزئية لاحتلال الجزائر، ولو لبّت له فرنسا مطالبه في الحين، كتزويده بـ 4 سفن عملاقة، ودون ظهورها للعلن، لاحتلّ الجزائر في تلك اللّحظة، ومن ناحيتي البرّ أي عبر ليبيا وتونس، والبحر.

كلّ المراسلات، وما جاء في الكتاب، تدل على أنّ الجزائر، كانت دولة قائمة بذاتها، ومستقلّة، وذات سيادة، وكانت أمّة، وقبل الاستدمار الفرنسي، وبشهادة الفرنسيين الذين سعوا لاحتلالها عبر المجرم الخائن محمّد علي، وكانوا يستعملون اسم الجزائر والجزائريين، في مراسلاتهم، وكتاباتهم.

في البند التّاسع، من الاتّفاقية بين محمّد علي وفرنسا، بشأن احتلاله للجزائر، تمّ التّأكيد على احترام الأجانب، ومعاملتهم معاملة حسنة، وتعويضهم من طرف محمّد علي، إذا ماأصيبوا، جرّاء احتلال الجزائر. أقول: مايعني، أنّ دماء وأعراض الجزائريين مباحة، أمام جيش محمّد علي، ولا يسأل عنها أحد. 305

كانت روسيا -يومها- من أعداء الجزائر، ومؤيّدة لاحتلال الجزائر من طرف المجرم الخائن محمّد علي

تعرف فرنسا كلّ صغيرة وكبيرة عن محمّد علي، وبلاطه، ومحيطه، ودولته.

يخبر محمّد علي فرنسا بكلّ صغيرة وكبيرة.

فرنسا وهي تشجّع الخائن المجرم محمّد علي على احتلال الجزائر، كانت تعدّ العدّة لاحتلال الجزائر بمفردها، وهذا ماتمّ فعلا بعد فشل خيانة وجريمة محمّد علي في احتلال الجزائر.

رفضت الدول الأوروبية كروسيا، وألمانيا، وانجلترا أن يتم احتلال الجزائر من طرف محمّد علي، خشية أن يكون أقوى منهم. أقول: ولذلك أصرّوا على الحفاظ على الدولة العثمانية، ليس حبا فيها، إنّما في انتظار أن يتم تقسيمها، وإعادة توزيعها فيما بينهم، وحسب أطماعهم، ودون تدخل غيرهم في تقاسم القصعة، كمحمّد علي.

خيانة الدولة العثمانية للجزائر من جديد

أخبرت فرنسا، الدولة العثمانية، بالتّفاصيل الجزئية والدقيقة لاحتلال الجزائر، وهذه التفاصيل أخفتها عن حلفائها من أوروبا، ولم يطّلعوا عليها، إلاّ بعدما أصبحت جريمة احتلال الجزائر علنية، وأمام الجميع.

الدولة العثمانية، كانت أضعف بكثير من محمّد علي، والجزائر. وكانت تريد -حسب قراءتي-، إضعاف محمّد علي، وإضعاف الجزائر، من خلال جريمة احتلال الجزائر.

فرنسا كانت تريد -سرّا، وحسب قراءتي-، القضاء على الجزائر، عبر محمّد علي، ثمّ الانقضاض على محمّد علي، وضمان عدم تدخل الدولة العثمانية.

فرنسا كانت متأكدة أنّها لن تجد معارضة من الدولة العثمانية، بشأن احتلال الجزائر، لأنّها عاجزة، وضعيفة، ومتردّدة، وخائنة.

تشترك الحكومة التركية، مع فرنسا في رغبتها في "تأديب؟!" داي الجزائر، لكنّها عاجزة خائنة، ولذلك لم تعارض احتلال الجزائر علانية، وسعت ليكون ذلك بوسائل، لاتظهر أنّ مسلما يغزو مسلما. ورفضت أن يتولى محمّد علي غزو الجزائر، ليس حبا في الجزائر، ولا كرها في غزوها، إنّما خشيت أن تتعاظم قوّته، بالسيطرة على خيرات الجزائر، وعلى حسابها.

تمثّل عجز وخيانة الحكومة التركية، في أنّها رضيت أن تناقش فرنسا، ومحمّد علي في أدق التّفاصيل، لاحتلال الجزائر.

الخائن المجرم محمّد علي، لايريد أن تظهر فرنسا معه علانية لاحتلال الجزائر، حتّى لايقال استعان بمسيحي ضدّ مسلم. ويريد في الوقت نفسه تفويضا من الحكومة التركية، حتّى يكون احتلاله للجزائر، باسم الاسلام. والحكومة التركية، لاتريد الظهور بمظهر مسلم يغزو الجزائري المسلم، لكنّها لاتعارض في أن تحتلّ الجزائر، من طرف مسلم خائن كمحمّد علي، أو مسيحي كفرنسا. وفرنسا تريد أن تحتلّ الجزائر من طرف المسلم محمّد علي، وبتفويض المسلم التركي، حتّى لاتظهر على أنّها هي المحتلّة للجزائر.

صدقت قراءتي، وهاهي الدولة العثمانية تقول لفرنسا: "ليس لدي شيء مشترك مع الجزائر، ولا تأبه بالمصير الذي قد ينتظر حكومتها". 339. مايعني أنّ احتلال الجزائر لايهمها في شيء.

قالت الحكومة التركية لفرنسا: لاأستطيع أن أقرّكم صراحة على احتلال الجزائر، عبر محمّد علي. أقول: ولا أستطيع أن أعارضكم صراحة لاحتلال الجزائر. وهنا تكمن جريمة وخيانة الحكومة التركية للجزائر، والجزائريين. 276

تفوّق المصريين في الترجمة من اللّغة الفرنسية إلى اللّغة العربية

ترجمة الكتاب، في غاية الجودة والإتقان والاحترافية. وقد سبق لي أن أنهيت قراءة كتاب: "محمّد رسول الله"[1]، لإتيان دينيه الملقب بالحاج ناصر الدين، ترجمة: شيخ الأزهر، عبد الحليم محمود، فكانت الترجمة بالغة الإتقان، والجمال. ولا أبالغ إذا قلت، أنّ هذه الترجمات تغني قارءها عن قراءة الأصل، لجودتها وأمانتها وصدقها واحترافيتها.

سبق أن قرأت في مراهقتي كتاب "الشاعر سيرانو" ، ترجمة المنفلوطي من الفرنسية إلى العربية.

كنت أعتقد، أنّ المصريين متفوّقين في الترجمة من الانجليزية إلى العربية فقط، لكن بعد الانتهاء من قراءة هذه الكتب، ، علمت أنّ المصري أبدع، وتفوّق في الترجمة من اللّغة الفرنسية إلى اللّغة العربية.

رابعا: أظلّ أقرأ عن الجزائر

عاتبني جزائري، قائلا: هل جننت، كيف تقرأ عن مشروع لم يتحقّق.

أجيب: أظلّ أقرأ كلّ مايتعلّق باحتلال الجزائر، والإساءة للجزائر، ولو كانت أضغاث أحلام.

[1] كتاب: اتيين دينيه وسليمان بن براهيم: "محمد رسول الله"، ترجمة: عبد الحليم محمود، و محمد عبد الحليم، الطبعة الثّالثة، دار المعارف، القاهرة، مصر، من 369 صفحة

وسوم: العدد 975