رواية الوتر الضائع 

عن دار فضاءات للنشر والتوزيع _ عمان

رواية الوتر الضائع 

أسامة رقيعة 

" كلمات عن الأشياء "

الرواية تأتينا كفصل متكامل، متولد عن اهتمامات عميقة بمضامين زماننا المتحرك، و تكون هذه هي الحال الحقيقية للإنسان العربي.

 هذا الانطباع الذي تخرج به عند قراءة رواية " الوتر الضائع " للروائي أسامة رقيعة، الصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع _ عمان.

 يبقى السؤال الشخصي :

 حديث الروائي عن المجال المنشغل به يظل باستمرار ملغوماً بسؤاله الإنساني، بهذا الفصل الذي يطارده، يغويه أو يقاومه. لذا يفتتح الروائي رقيعة نصة الروائي : ( لماذا أنا دون كل نساء الدنيا أحببت ( مشتهى ) لماذا خفق قلبي لها و خضع عقلي أمامها وتزوجتها وأنجبت منها خمسة ذكور و ثلاث إناث ثم انتهى الخفقان، ما هذه الشعلة التي أتقدت ثم انطفأت و بقي الهدوء مثل نهر دنا من مصبه ).

 و من هنا يظل الحديث عن لعبة الإنسان وإدماجه في الفعل الروائي، يهجس بما يختفي وراءه من بعد شخصي : ( لا زمن لديّ و لا فراغ، و لكن لا تتردد تلك الوخزات القلقة في إصابة أوصالي كلمّا خلوت بنفسي في الواقع وأفكر في عمق الوجود، أو أرنو إلى ومضات المستقبل الغامضة ثم أرهف السمع إلى إيقاع سريان الزمن .... ).

 و ما يلحُّ على الروائي هنا، هو شمولية الفصل، وذكريات الماضي، بمعنى أن الفصل الروائي ينحرف " بالمعنى الأخلاقي " أيضاً عن قيم تتبدى و كأنها نهاية هذا الفعل.

 و كامتداد لهذا التوجه العام، يكون السند ضيقاً مهما اتسع، وأصبح العمل الروائي يأخذ في اعتباره مجمل الإطار المحيط به: ( واحتدت ! واتسع رتق الوجود ). تجعل هذه الرؤية , العمل الروائي في علاقة أخرى مع هذا المحيط، و ليكن سماء أو بحراً، أو أي امتداد لمظهر من مظاهر الكون: ( أجلس في مقعدي المجاور لنافذة الطائرة الرابضة على أرض المطار وقد دلقت في جوفي كوب البرتقال الذي قدمته لي المضيفة، ثم مددت رجليّ وأرسلت نظري عبر النافذة ساهماً متأملاً حركة معدات المطار ) .

 يسعى الروائي أسامة رقيعة في روايته " الوتر الضائع " إلى طرح أفكار الحرية والكونية المتطابقة، لأن كل حد لها يعني حسماً يأتي من الخارج، وبالتالي إخفاء الحرية. ولكن إذا كان الإنسان حُراً فإن عليه أن يكون ما يريد. وإن شرط ذلك هو حرية الافتراضات، لذا افترض الروائي " الوتر الضائع ".

 ومن الجدير بالذكر أن أسامة رقيعة، كاتب سوداني وخبير في الشؤون القانونية ولد في عام 1969 م بمدينة بورسودان السودانية ويقيم حاليا في دبي -دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يعمل مديرا للدائرة القانونية في واحدة من أكبر مجموعات القطاع الخاص بدبي، ويعتبر أول من كتب في قانون الشركات السوداني، حيث صدر له في العام 2000 م كتاب المدخل لدراسة قانون الشركات، كما صدر له كتاب (الشراكة في القانون السوداني والإنجليزي والهنديكما ويعتبر من الرواد الشباب في مجال القصة القصيرة والرواية. ومن أهم ما صدر له مذكرات مدام س، زهور البلاستيك، أحداث منتصف النهار، خواطر وترحال.