غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم

بين شعراء الشعوب الإسلامية

عرض: صدقي البيك

المؤلف: د. حسين مجيب المصري

لكتاب الدكتور حسين مجيب المصري "غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم بين شعراء الشعوب الإسلامية" أهمية كبيرة في الربط بين لغات الشعوب الإسلامية، وفي إجراء دراسات في الأدب الإسلامي المقارن، فقد أجرى في كتابه هذا مقارنة في موضوع واحد هو غزوات الرسول، بين ما أنتجه شعراء عرب وأتراك وأورديون.

تحدث المؤلف في المقدمة عن أهمية الموضوع الذي اختاره.

وقد جعل كتابه في ثلاثة أبواب، وختمه بترجمات شعرية لقصيدتين طويلتين (ملحمتين) من الشعر الأوردي، أولاهما للشاعر الباكستاني حفيظ الله جالندري "ملحمة الإسلام" (172) بيتاً، تدور حول غزوة بدر وأحد والخندق...

والثانية مترجمة شعراً أيضا تتألف من (112) بيتاً للشاعر منير علي جعفري، وهي تدور أيضاً حول غزوات بدر وأحد والخندق..

وقد خص الباب الأول للحديث عن الغزوات في الشعر العربي، فتحدث في الفصل الأول عن الغزوات في الشعر العربي القديم عند حسان بن ثابت.

ويقارن المؤلف أحياناً بين ما قاله حسان وما قاله فيما بعد شعراء عرب أو فرس (البارودي والفردوسي).

وإلى جانب الحديث عن حسان يتحدث المؤلف عن شعر كعب بن مالك وعبدالله بن رواحة في كل غزوة من الغزوات.

وفي الفصل الثاني يتحدث عن الغزوات في الشعر العربي الحديث، فيستعرض قصيدة محمود سامي البارودي (كشف الغمة في مدح سيد الأمة)، وقصيدتين لأحمد شوقي (الهمزية والميمية). ويقارن بين شوقي وبين الشاعر التركي (سليمان جلبي) في قصيدته الطويلة (وسيلة النجاة)، وتحدث بعد ذلك عن تناول (أحمد محرم) لغزوات الرسول صلى الله عليه وسلم في "ديوان مجد الإسلام" ويقارن بين هذه الملحمة لمحرم وبين ملحمة الفردوسي التي ملأها ناظمها بالأساطير، في حين أن ملحمة محرم لم تتجاوز حقائق التاريخ.

وفي الباب الثاني من كتابه تناول الغزوات في الشعر التركي القديم ثم الحديث، مكتفياً بالحديث عن الشاعر التركي "يازجي أوغلو محمد" المتوفى في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، وهو صاحب قصيدة (المحمدية) ذات الشهرة عند الأتراك، ويقارن بين ما قاله يازجي في مدح علي رضي الله عنه ودوره في غزوة خيبر وبين ما قاله (بولس سلامة) في ذلك.

ثم يتحدث عن الغزوات في الشعر التركي الحديث عند الشاعر التركي "نجيب فاضل" في ديوانه (السلام) الذي نظم بعضها في سجنه، وهو يتحدث فيها عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من عام الفيل حتى حجة الوداع، ثم تناول شاعرين آخرين هما سزائي قراقوج، ومصطفى مياس أوغلو.

وأما الباب الأخير فقد خصه للحديث عن غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم في الشعر الأوردي القديم والحديث، مختصراً الكلام عن الشعر القديم في أربع صفحات فقط خالطاً الحديث عن الشعر الأوردي بالحديث عن الشعر الفارسي، مكتفياً بذكر شاعرين أورديين الأول "شيدا" وله مثنوي "مثل الرجز في الشعر العربي" بعنوان (إعجاز أحمدي)، والثاني "محمد باقر آكاه" وله مثنوي بعنوان "هشت بهشت". وهما يتحدثان عن المعجزات وعن الغزوات، ولم يذكر المؤلف شيئاً من أشعارهما لأنه لم يطلع على كتابيهما!!

ثم يتحدث عن الغزوات في الشعر الأوردي الحديث مشيراً إلى كثرة الشعر الأوردي الحديث الذي يتناول الغزوات، ويفصل القول في شاعرين معاصرين، أولهما "حفيظ الله جالندري" المولود عام 1900م، فقد أصدر منظومته (شاهنامة إسلام)، ونظم آلاف الأبيات في أربعة مجلدات على مدى عشرين عاماً.

وثانيهما هو الشاعر "منير علي جعفري" الذي قدم منظومته (تاريخ الإسلام)، ويغلب عليها السرد التاريخي بعيداً عن العبارات المتأنقة والخيار المحلق، مقتصراً على ثلاث غزوات.

والكاتب لم يتحدث عن هذه الغزوات في الشعر الفارسي وجوداً أو عدماً ولا في شعر الشعوب الإسلامية الأخرى في آسيا وإفريقيا.