قضايا المسلمين في القصص الإسلامي المعاصر

قضايا المسلمين

في القصص الإسلامي المعاصر

يحيى بشير حاج يحيى

[email protected]

عرض : نذير علمدار

تأليف : يحيى حاج يحيى

من خلال إحدى و عشرين رواية ، و خمسة عشر مجموعة قصصية تناول المؤلف أهم قضايا المسلمين  في اثني عشر فصلا ، كانت الثلاثة الأولى منها تحمل سمة الصراع  مع التنصير و مع اليهود و مع الشيوعية و هو صراع عقدي حربي حضاري

ولعل أعظم مؤامرتين على الإسلام في مجال  التنصير كانتا على أرض الحبشة و في نيجيريا ، و كان على الفن الروائي  أن يجعل هاتين المأساتين حاضرتين في ذهن الإنسان المسلم ، حيتين في وجدانه حتى لا تتكرر المآسي و يلدغ المسلمون من جحر أكثر من مرة و كان ذلك واضحا في رواية (الظل الأسود) و ( عمالقة الشمال ) لنجيب الكيلاني رحمه الله .

و أما الصراع مع يهود فإن القصة الإسلامية المعاصرة قد رصدته في كل مراحله الماضية ، فهي عادت إلى التاريخ القديم كما في (قصص من الكتب المقدسة) لعبد الحميد جودة السحار ، و رواية (نور الله ) لنجيب الكيلاني ، و كذلك فعلت (دم لفطير صهيون ) للكيلاني أيضاً في فضح تآمرهم في القرن التاسع عشر الميلادي و رواية (مشرد بلا خطيئة لمحمد عبده يماني  في مؤامرة عام 1948 م ،و أما الصراع مع الشيوعية و قد شهدت الساحات الإسلامية صراعاً مريراً معها  كدولة و مع أذنابها كأحزاب متحكمة ، كما في (عذراء جاكرتا)لنجيب الكيلاني، التي تحدثت عن محاولة الشيوعيين الاستيلاء على الحكم 1965 في أندونيسيا ، و رواية (الإعصار و المئذنة) لعماد الدين خليل في تصوير لما فعله الشيوعيون في العراق عام 1958 على عهد عبد الكريم قاسم و كذلك فعلت رواية (الهجرة من أفغانستان ) لمرال معروف و ( السنوات الرهيبة) لجنكيز ضاغجي أحد أبناء شبه جزيرة القرم.

و ركز المؤلف في الفصل الرابع (هموم المسلمين ) على همّ العقيدة التي تعرضت في عدد من البلدان لخطر التشويه و التغيير . تحت كابوس الشيوعية أو في المجتمعات التي يكون فيها المسلمون أقلية كما في (قصة من بلغاريا) لمحمد المجذوب و (نور من المحراب) ليوسف العظم.

و جاءت قصة (قصة من يوغسلافيا) لمحمد المجذوب لتفضح تلك الممارسات الرهيبة التي أصم كثير من أصدقاء (تيتو) آنذاك آذانهم عن سماعها ؟!

و يستعرض الفصل السادس هموم الدعوة و الداعية و في قصص مستقاة من الواقع لتكون زادا للعاملين ، تحثهم على الصبر و متطلبات الطريق كما في أٌقصوصة (طريق الشيطان) لعبد الله الطنطاوي و (خيوط الفجر ) لإبراهيم عاصي و (بين مشهدين) لمحمد المجذوب .

و في الفصل السابع و الثامن حديث عن المآسي الاجتماعية في الطبقات الفقيرة : المتمثلة في المرض و الحاجة و الفقر و الجوع . كما في أقصوصة (الصحة للجميع) لإبراهيم عاصي و (في الطريق إلى العملية ) لمحمود و مفلح ، و (زجاجة الدواء العفن) ليوسف العظم و (ماسح الأحذية ) لحيدر قفة .

و قصة (أبو دومة و الحرامية ) لحسن دوح

و أما الفصل التاسع فقد خصص لقضية ( فلسطين) ليثبت أن الفن القصصي و ضع القضية في إطارها التاريخي و لاحق شتى المنحنيات التي مرت بها كما في أقصوصة (الأرض) و (القارب) لمحمود مفلح و (العودة ) و (شاطئ الرؤى الخضر)و ( خط اللقاء) و (العملاق) و (رحلة مع الموت ) و (أبو كليب) لمحمد حمدان السيد و ( المخيم و البحر) لمحمد جاد البنا، و ما كتبه عبد الله الطنطاوي في عشر قصص يرويها على ألسنة الذين شاهدوها ، و ما سطره عبد الناصر محمد مغنم في مجموعة (عندما تتكلم الدماء )

و ركز الفصل العاشر (صور من مشكلات أسرة ) على بعض السلوكيات المخزية و السلبية كما عرضتها بعض القصص التي كان هدفها معالجة الأخطاء و أخذ العبرة و العظة من خلال تشابه الحالة الإنسانية كما في قصة (إصلاح) لعزيزة الإبراشي و (أختاه أيتها الأمل) لأحمد بدوي و أقاصيص حنان لحام (أوهن البيوت - بيت العنكبوت - ذات الدين )

و أما الفصل الحادي عشر فكان (أهمية المسجد في حياة المسلمين ) إذ أبرزت القصة الإسلامية دوره و مكانته في الحياة .

فبقي المسجد في ذاكرة القاص المسلم يستلهم من روحانيته كما في ( حديث الشيخ ) لداود سليمان العبيدي و (الإعصار و المئذنة) لعماد الدين خليل و أقاصيص محمد حمدان السيد (بقعة ضوء - متى تعود الطيور المهاجرة )

و يختتم الكتاب بالفصل الثاني عشر (استشراف المستقبل) فيرد على الذين يتهمون القصص الإسلامي بأنه يرتكز على التاريخ و التراث في معظم ما يقدمه أو ينتقد الواقع من خلال عرض مغلف بالمباشرة و الوعظ ، و أن الرؤية المستقبلية التي برزت في أعمال العديد من الكتاب العالميين تكاد تكون معدومة فيه ؟!

فيبين أن الرواية الإسلامية تقف على قدم المساواة مع كثير من الآداب العالمية و أنها قدمت أعمالا شملت نواحي الصراع المستقبلي الاجتماعي و السياسي و العسكري و الحضاري كما في رواية (ثورة النساء) لعبد الودود يوسف - رحمه الله ، و في رواية ( كانو همجا) لعبد الودود يوسف أيضا ،لما ستكون عليه دولة الخلافة الراشدة .

و أما رواية [كنوز قارون] لفوزي صالح فقد مزجت الواقع بالتاريخ لتبين مدى عداء يهود و جشعهم ، و أن مستقبل معاهدات السلام معهم هو النقض و عدم الالتزام !!

و هذا ما يشير إليه الواقع اليوم  ، و ما ستأتي به الأيام في المستقبل.

صدر الكتاب عن إدارة الثقافة والنشر-سلسلة دعوة الحق- رابطة العالم الإسلامي