بحوث النفس المطمئنَّة

أيمن بن أحمد ذو الغنى

جديد دار الألوكة للنشر:

بحوث النفس المطمئنَّة

أيمن بن أحمد ذو الغنى

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما، والصلاة والسلام على إمام الحقِّ والهدى، سيِّدنا محمد معلِّم الناس الخير، وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه واهتدى بهديه إلى يوم الدِّين.

وبعد:

فإن الفضاء الرحبَ الذي أتاحه عالم التِّقانة بوسائله المعاصرة، لم يُبقِ لقاعدٍ عذرًا، ولا لمتكاسلٍ حُجَّة؛ إذ الآفاق امتدَّت واتسعت للجميع؛ ليُلقيَ كلٌّ بِذاره في التربة التي يبغي استنباتَها..

فمن الناس من مَضى مع عالم الشابِكَة إمَّعةً أو قريبًا من ذاك، يتلقَّف كلَّ ما تلفظُه المواقعُ من غثٍّ وسَمين، غيرَ ملتفتٍ إلى حقٍّ وباطل، ولا مميِّزٍ بين حلالٍ وحرام، ولا متخيِّرٍ بين حسنٍ وقبيح!

في حين اهتبل الفرصةَ أقوامٌ آخرون، رأوا عليهم حقًّا واجبًا أن يقدِّموا بدائلَ عن كلِّ ما تَفيضُ به مَيادينُ الشابِكَة من منابرَ هدَّامة، وما يرتفعُ فيها من أصوات مُنكَرة، تزيِّنُ للرَّذيلة وتدعو لها، وتدسُّ من سُموم التغريب والتبعيَّة العمياء للعدوِّ المتربِّص، ما يَفتكُ ويُهلك، بلهَ ما تنثُره هنا وهناك من تشكيكٍ بالثوابت والأصول والقِيَم كلِّها!

وخيرُ بديل ناجعٍ ما تتطلَّع إليه الفِطَرُ السويَّة، والنفوسُ الأبيَّة، مما ثبت أصلُه، وسَمَقَ فرعُه، وطاب عطاؤه ولذَّ جَناه.. إنه النورُ الذي يهدي به اللهُ السالكينَ إلى دروب العزَّة، والمنارات التي تدلُّ الحَيارى على سُبل الحقِّ والفضيلة، فتجد النفسُ في رحابِها ورياضِها من الأُنس والسَّكينة ما لا يَعدلُه كنوزُ الأرض!

ومن هنا رأينا في موقعنا المبارك بإذن الله (شبكة الألوكة) الذي يشرف عليه فضيلة الشيخ أ. د سعد بن عبد الله الحميِّد وسعادة د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي، أن نقدِّمَ للنفوس الظَّمأى ما يَروي الغُلَّة، ويُنعش الروح، وما يُرسِخُ الإيمانَ في جِذر الجَنان، ويدرأُ عنه الشهوات، وعن اللبِّ الشبهات.    

ولما كانت النفوسُ تتشوَّفُ أبدًا إلى التشجيع، وتَميلُ دومًا إلى التحفيز، أطلقنا في موقعنا عددًا من المسابقات العلميَّة والتربويَّة والثقافيَّة والأدبيَّة، تَنشُد جميعًا هدفًا واحدًا، وتتغيَّا غايةً واحدة؛ وهي الارتقاءُ بهِمَم أبناء الإسلام، وحثُّهم على استثمار عواطِفهم الصادقة، وقُدُراتِهم المتدفِّقة، ومواهبهم المتألِّقة فيما يعودُ عليهم وعلى أمَّتهم المسلمة بالخير الوفير، والأجر الكبير..

وإذ قد كتب الله لمسابقتنا الأولى التي كانت بعنوان (انصر نبيَّك وكن داعيًا) من الرِّضا والقَبول ما أسعدنا وأثلج قلوبنا، فإن مسابقتنا الأخرى (النفس المطمئنَّة) لم تكن دون سابقتها؛ نجاحًا وإقبالاً، ونفعًا وإثمارًا..

وقد تناولت موضوعًا دقيقًا أحوجُ مَن يكون إليه الدعاةُ إلى الله في أيامنا هذه، لتكونَ دعوتهم على نورٍ من ربِّهم وبصيرةٍ من هدي نبيِّهم، وهذا الموضوع المهم والخطير هو: (منهجُ النبي في التعامُل مع المخالفينَ لدعوته في العهد المكيِّ)، وجُعلت المسابقة في فرعين:

أولهما فرع البحث العلميِّ: ويُعنى بتأصيل أحكام العهد المكيِّ، وبيان حُجِّيتها، وحكم الاستدلال بها، وتطبيق ذلك على تعامُل النبيِّ مع مخالفيه من الكفَّار، والإشارة إلى ما تضمَّنه هديُه من فقه المصلحة الشرعيَّة وتحصيلها، ودَرء المفسدة وتقليلها.

والآخَر فرع البحث التربويِّ: ويتجه إلى استخلاص أهمِّ ما تضمَّنه العهد المكيُّ من العِبَر والدروس التربوية والمنهجيَّة في التعامل مع المخالفينَ للدعوة، والصبر على الأذى، مع التمثيل بسنَّة النبيِّ وسيرته في ذلك العهد.

وتعميمًا للفائدة، ونشرًا للعلم النافع؛ نهضت دار الألوكة للنشر بطباعة ستة بحوث من البحوث الفائزة بهذه المسابقة، راجين أن يكتبَ الله لها القَبول بفضله، وأن ينفعَ بها المسلمين عامَّة، وطلابَ العلم والدُّعاة خاصَّة..

والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات.

مقرِّر المسابقة

أيمـن بن أحمد ذوالغـنى

البحوث المنشورة:

أ- من البحوث العلميَّة:

- (المقدِّمات العلميَّة في تأصيل الأحكام المكيَّة) تأليف: أ. فتحي بن عبد الله الموصلي، في (502) صفحة.

- (هدي النبي في معاملة المخالفين لدعوته في المرحلة المكيَّة) تأليف: د. موسى بن إسماعيل البسيط، في (102) صفحة.

أ- من البحوث التربويَّة:

- (دروس الدعوة الإسلاميَّة في العصر المكِّي) تأليف: د. غازي بن يوسف اليوسف، في (150) صفحة.

- (التعامل مع المخالفين لدعوة الإسلام) تأليف: د. أحمد عبد الحميد عبد الحق، في (142) صفحة.

- (وقفات تربوية مع مرحلة الدعوة المكيَّة) تأليف: أ. طه بن حسين بافضل، في (382) صفحة.

- (عظات وعِبَر من سيرة سيِّد البشر) تأليف: أ. عبد القادر بن عبد الكريم العثمان، في (210) صفحة.