الحوار والتسامح في الحضارة الإسلامية

صدر حديثاً عن دار الأعلام

اسم المؤلف  : د. محمد زرمان (بروفسور في جامعة باتنة – الجزائر)

قياس الكتاب : 17×24 سم

تاريخ النشر : 2011

لمحة عن الكتاب :

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الحضارات التي استطاعت أن تخدم الإنسانية وتدفعها إلى الأمام هي تلك التي قامت على احترام المبادئ الإنسانية النبيلة وتقديس القيم الأخلاقية وتقدير الإنسان والمحافظة على حقوقه، وتوفير الحرية له ليأمن على نفسه فيبدع ويعطي بلا حساب. ذلك أن الحضارات التي تعتمد في انتشارها على القوة العسكرية الطاغية، والإخضاع القسري والترهيب والتضييق والاضطهاد لتثبيت أركان الحكم وترسيخه تقتل في الإنسان أجمل ما فيه، وتفقد رويداً رويداً قوتها أمام منابع الكراهية والحقد التي فتحتها على نفسها، فلا تلبث أن تصبح أثراً بعد عين.

ويعد هذا الكتاب محاولة لاستجلاء قيم الحوار والتسامح في الحضارة الإسلامية، سواء على مستوى التعاليم والتوجيهات النظرية أم على مستوى الممارسة العملية التي تجلت واضحة في جميع مراحل تاريخها، وهي نموذج مثالي للإنسانية الحائرة التي تتخبط في متاهات الضياع، تبحث عن نبراس النور الذي يضيء لها طريق الخلاص.

وقد قسم المؤلف هذا الكتاب إلى مقدمة وفصلين وخاتمة. تناول في الفصل الأول مفهوم حوار الحضارات وأهميته وأسسه وضوابطه، وحاول استجلاء موقف الحضارة الإسلامية منه، ثم تطرق إلى معالم تجربة الحوار التي مارستها مع الحضارات الأخرى، وبيّن أهم المجالات والميادين الكبرى التي تجسدت فيها، ووضح العوامل والظروف التي وقفت وراء نجاح هذه التجربة، وأبرزنا أهم الخصائص والمميزات المرتبطة بها.

أما الفصل الثاني فقد خصصه للتسامح الديني، وحدد في بدايته مفهوم التسامح الديني، وتتبع نشأة المصطلح وتطوره، وبيّن أهميته وأسسه وقواعده، وبحث في موقف القرآن والسنة منه، واستجلى الممارسة النبوية للتسامح الديني وتطبيقات الصحابة له، ثم درس تجلياته في ظل الحضارة الإسلامية في جناحي العالم الإسلامي بالمشرق والأندلس، وأنهى الفصل باستعراض جملة النتائج التي توصل إليها مع بعض الاقتراحات والتوصيات التي تؤسس لثقافة التسامح والتعايش مع الآخر.