رواية "خوشيّة" لشوقي كريم حسن

كتب .. كتب .. كتب :

أربع وعشرون

رواية "خوشيّة" لشوقي كريم حسن

د. حسين سرمك حسن

عن دار ضفاف (الشارقة / بغداد) صدرت رواية للروائي العراقي المعروف "شوقي كريم حسن" عنوانها "خوشيّة" (260 صفحة) .

على الغلاف الأخير نقرأ المقطع التالي من الرواية :

(قتلت الشظايا في دواخلنا أحلامنا الجميلة الطالعة ، فعدنا محمّلين بأحلام يسوّرها الجنون والإرتماء بين قدمي الخديعة ، تضعني المرايا أمام أسئلتي الحائرة ، فليس ثمة ما يملأ قلبي القلق الصديء الرجاءات غير مرأى الدم ، وليس ثمة ما يرضي الإنسان في أعماقي سوى استباحة هذا الوجود الذي غدا مغرما بالفجيعة ، ألملم أركان محبتي لأطأها عند بوابات الموت ، الموت الذي أحبّ ، وأساعد على أن يكون سيّداً للبداية لا للنهاية ، أريده مغموسا بأمل الخلاص ، فلقد ملأت القلوب الآثام وليس ثمة ما يخلصها من هذا العفن سوى الموت ، ولا يمكن للموت أن يجيء دونما مساعدة كريمة منّي ، لابدّ وا، نزرع حقول عقولنا بانتظار الذي يجيء ليرى كل شيء ، وعندها لابدّ وأن تغنّي باسمه الشفاه / فهو الذي غنّت باسمه الأرواح وهفت إليه القلوب الشاعرة بالإنهزام والندم ، لابدّ وأنهم سيأخذ حيفهم م أولئك الذين امتلأت كروشهم بدسم الدنانير وتعفّرت جباههم أثر السجود لأرباب الخطأ والخطيئة عندها فقط يحقّ لي أن أبتسم) .

وفي لقاء صحفي نُشر في موقع "إيلاف" حدد شوقي مضمون روايته بالقول :

(.. "خوشيّة" هي الجزء الثاني من ثلاثية (شروكية) ، وهي تتناول  (مدينة الثورة) منذ بدايات التاسيس حيث انحدر ابناء الجنوب الى مناطق الشاكرية والميزة والعاصمة ، ومن ثم  ترحّمت عليهم السلطات لتشيد واحدا من أكبر مجمعات الفقر والجوع في العالم، تاريخ عجيب توافرت عليه هذه المدينة حيث تتغير كلما تغير حال العراق سياسيا، ونراها برغم هذه التغيرات غير المقصودة حاضنة طبيعية لكل انواع الجماليات واستطاعت ان تقدم نماذج مهمة في كل الوان الفنون والآداب، هذا الاستعراض التاريخي لهذه المدينة جعلني اتناول التأسيس والكيفيات التي كان يتعامل بها  الفلاح الجنوبي مع بغداد واهاناتها المتكررة للانسان، ثم صارت المدينة المقهورة حطبا للحروب . ومن خلال هذا الحطب السياسي والاجتماعي ظهرت حركة (الخوشية) ، وهي تشبه الشطار والعيارين في التاريخ حيث توافرت على أساسيات اخلاقية معروفة برغم عدم اتفاق المجتمع مع هذه الاخلاقيات في تلك اللحظة الرهيبة، وقد انتبه النظام السابق الى هذه المجموعة ليستغلها في تصفية القوى الوطنية في مرحلة السبعينيات والثمانينيات ، ثم ليقوم هو بتصفيتها جسديا فيما بعد ، لكن هؤلاء الخوشية انتجوا قيما وافكار على غاية من الاهمية طالبت باحترام الانسان ورغباته ، ولكنها زرعت افكارها في غير مكانها الحقيقي، بطل الرواية "شاكر عليوي" ، لايفهم شيئاً سوى الحفاظ على وجوده وتاريخه ومن يحيط به ، لكنه ما يلبث ان يخون تلك القيم لينتمي الى قيم اخرى يجد فيما بعد انها اكثر وحشية وشراسة برغم اعلانها على غير ذلك، الزمن  المتشظي يؤسس الى تواريخ متشظية احاول متابعتها من خلال هذه الرواية في جزئها الثاني ، وقد أكملت الجزء الثالث واسميته (نباشون) ، ولهذا الإسم دلالة اجتماعية اكثر خطورة من الدلالتين الاوليتين!) .