القرية العربية بين الأصالة والمعاصرة دراسة حضارية

د. خالد سليمان الشريدة

القرية العربية

بين الأصالة والمعاصرة دراسة حضارية

د. خالد سليمان الشريدة

[email protected]

"القرية العربية بين الأصالة والمعاصرة دراسة حضارية " كتاب صدر عن مؤسسة حمادة للدراسات الجامعية والنشر والتوزيع في إربد في المملكة الأردنية الهاشمية لهذا العام 2015م للدكتور خالد سليمان الشريدة يتناول مجمل حياة القرية بين عامي 1850-1950م .

     حيث بدأ الباحث الشريدة  دراسته بمقدمة بين فيها نهجه في عرض المادة العلمية للكتاب التي استقاها من مشارب عديدة  منها مقابلات شخصية وغيرها مكتوبة ثم ذكر دوافعه في تأليف هذا الكتاب وقسم دراسته إلى أربعة فصول وست ملاحق بحثية ب 259 صفحة من القطع المتوسط  .

   وتحدث الباحث في الفصل الأول  في مفهوم القرية شرعاً واصطلاحاً ثم دلالة هذا المفهوم في القرآن والسنة والشعر العربي، وعند الباحث ذاته الذي أتى بالنص لمقالين يمثلان واقع يوميات القرية المعيشية وفارسها الفلاح المنكر لذاته.

  وتناول الباحث في الفصل الثاني واقع الحياة الاقتصادية في القرية العربية ، وجاء حديثه معززا برؤية علماء الغرب الذين تناولوا القرية في كتاباتهم،  وتناول واقع العمارة والبناء في القرية العربية لارتباطها بقدرة الفلاح المادية  ثم ذكر حديثا موثقا في ملكية الأراضي في القرى العربية والعمل والإنتاج في هذه القرى وما يساهم به فائض هذا الإنتاج في دعم الدخل القومي للبلاد العربية عامة والأردن خاصة،  وخُتم هذا الفصل بحديثه عن أهم المشاكل التي تعاني منها القرية العربية .

  وذكر في الفصل الثالث البناء الاجتماعي في القرى من حيث صفات هذا المجتمع القروي وتميزه عن غيره  وتناول الباحث في هذا الفصل سيرة المستشرق ريتشارد أنطوان Richard T.Antan  في كتابه Arab Village  لما له من إسهامات في هذا المجال بمعاش القرية العربية – كفرالما - والكتابة عنها في منتصف القرن العشرين أثناء زيارته لها ، وعزز الباحث موضوعه هذا بأمثلة في الفكر السياسي الاجتماعي عند أبناء القرى العربية ثم ثقافتها الفلاحية المشهودة والرافدة لأي فكر متطور بأغراضه المختلفة،  وتعرض الباحث في هذا الفصل  لخصوصية الحياة الطبقية في مجتمع القرية وذكر لظاهرة الطب الشعبي في هذا المجتمع .

    ثم جاء الفصل الرابع  بمثال حي  لهذا الواقع القروي السالف الذكر فخصص الباحث الفصل بالتفصيل  لقرية عربية أردنية في شمال الأردن هي قرية جنين الصفا  من حيث حضارتها القائمة والمكتوبة وطبيعتها العمرانية وتحدث الباحث عن أهالي هذه القرية وملكية أراضيهم الزراعية ،   وعلاقة أهالي جنين الصفا مع المجتمعات القروية المجاورة، وزودنا بمثال لإدارة القرية ومحطاتها الثقافية  وتناول حياة القرية الاجتماعية،  وذكر بالتفصيل للعمليات الزراعية في هذه القرية – جنين الصفا-  من حيث الأس الحضاري القائمة عليه وسيرها عبر الفصول الزراعية المتلاحقة وذكر الباحث للعمليات الزراعية المعهودة في هذه القرية وغيرها من القرى والأدوات المستخدمة في هذه العمليات والتي صنعها فلاح القرية بتقنية وإبداع  خاص،  وختم الباحث هذا الفصل في الحديث عن تراث القرية التجاري والصناعي المرتبط بحاجات القرية ومتطلباتها اليومية، وجاءت الخلاصة في توصيات يرى الباحث أنه لابد من الأخذ بها لتعود القرى عودا على بدء في إسهاماتها المؤثرة في الدخل وتحقيق الذات الحضارية للمجتمع العربي الذي أصبح أكثر اتكالا وتواكلا على الآخر في مأكله ومشربه وملبسه

   وأتت الدراسة على مصورات لملاحق نصية ست أولها في أهم الأدوات المستخدمة وثانيها في خريطة تمثل أراضي قرية جنين الصفا الزراعية وامتداداتها، وثالثها مصورات عن سجلات دائرة الأراضي والمساحة الأردنية تعود لعصور خلت، والملحق الرابع جاء بمصور لوثائق ضريبية عثمانية تخص بعض القرى العربية، والخامس في رسم توضيحي  لفلاح يقود محراثه ثم ملحق آخر في التقويم الزراعي المتبع في معظم القرى العربية .