سلسلة قراءاتي لكتاب "في صحبة مالك بن نبي" لعمر كامل مسقاوي 2

مالك بن نبي – الطفل والطالب

clip_image0016263.jpg

عنوان الفصل الثاني الوارد في صفحة 65 هو مالك بن نبي الشاهد على القرن – الطفل (1905 – 1950). والملاحظة التي تلفت الانتباه هي، هل الطفولة تمتد 45 سنة؟.

يتضح إخلاص وأمانة الأستاذ عمر كاممسقاوي في صفحتي 67 -68، حين يؤكد أنه لم يطلع على  مذكرات شاهد القرن الخاصة بكتاب "العفن" إلا بعد أن نشرتها ابنته رحمة مالك بن نبي، ماتطلب منه إعادة النظر فيما كتب، بعدما قرأ "العفن".

يرى في صفحة 71، أن بن نبي "حاصره يأس كبير في مرحلة مابعد الحرب العالمية الثانية، وبالخصوص عام 1951"، ومن هنا جاء كتابه "العفن".

يرى في صفحة 75، أنه "لقد كانت آلام بن نبي ومعاناته منذ عام 1932، حتى بداية الخمسينات هي التي أنضجت أفكاره..". ويتحدث أيضا عن "إنهيار الفكرة الإصلاحية لمصلحة القابلية للاستعمار".

يرى في صفحة 76، "فشل الاستعمار أمام صمود بن نبي المكافح، لكنه بقي منتصرا في محيط القابلية للاستعمار".

يرى في صفحة 76 "فقوة بن نبي.. هي هيمنة فكره على سائر ما تعرض له من حرمان وألم شخصي، فكانا هما حدود الاستقامة والخروج من "العفن".

وحاول بن نبي حرق كتابه "الظاهرة والشروط ووجهة العالم الإسلامي"، بسبب اليأس الذي أصابه، "لكن أصدقاءه، وهم شهود تجربته، حالوا بينه وبين قراره هذا..".

ويتأسف عن ماحدث له، فيقول في صفحة 78، "بكل أسف الاستعماريون فهموني بالنصف الآخر  من كلماتي ونلت منهم ماأستحق. لكن أخوتي لم يفهموا أفكاري حين عرضتها بفاعلية".

وعن ظلم رجال الحركة الإصلاحية له، يقول في صفحة 80 " إجتمعت ضده لامبالاة شخصيات مؤسسي حركة الإصلاح حين انسكبت الحركة في أسوار الشخصية الحزبية". ويؤكد ذلك في صفحة 82، حين يقول " لقد كان قكر بن نبي إلى حين وفاته الهامشية والابعاد".

وعن نشأته يقول في صفحة 85 "أمه باعت سريرها الذي ترقد عليه لتدفع للشيخ أجر تحفيظ ولدها السّور القصار من القرآن الكريم".

يعترف بن نبي في صفحة 106، أن حياته حين كان طالبا بباريس مع المسيحيين تركت لديه أثرا فيما يخص عمل الجماعة المنظم.

يقول عنه مسقاوي في صفحة 107، أن بن نبي حين كان يدرس بباريس، كان كثير الأسئلة وكان يقارن بين الحضارتين، ولم يأتي كالآخرين "إلى باريس لمحرّد نيل لقب علمي". ويقول عنه أنه "تفرغ للرياضيات والطبيعيات والكيمياء والميكانيك"،

يعاتب بن نبي في صفحة 110 ، النخبة الاسلامية بكونها إشتغلت "بحب الظهور، واتّجهت إلى المراتب السياسية وأهملت المشاكل الرئيسية التي يواجهها العالم الاسلامي حتى اليوم".

جاء في صفحة 113، أن بن نبي ألقى أول محاضرة بفرنسا بعنوان "لماذا نحن مسلمون"، سنة 1931، أي حين كان عمره يومها 26 سنة.

يرى في صفحة 118 ، أن الأحزاب الجزائرية "مسؤولة عن تعطيل أوانها إلى مابعد الحرب العالمية الثانية". ومن هنا جاء مصطلح البوليتيك، الذي يشير إلى السياسة التي تستغل جهل الجماهير دون أن تقدم  لهم حلا".

جاء في صفحة 124، أن بن نبي كان شديد الإعجاب بوحدة المسيحيين التي رآها في باريس حين كان طالبا، ثم راح يكررها على مسامع أهله في تبسة حين عاد إليها سنة 1931.

يتعجب بن نبي في صفحة 126 من كون الشيخ العقبي يضع صورة حاكم الجزائر سنة 1927 السفاح فيوليت على جدران نادي الترقي الذي يرأسه.

يظهر موقف بن نبي من العقبي في صفحة 127، حين عاتب بن نبي العقبي على موقفه من محاضرة ألقاها حمودة بن ساعي، بعنوان "السياسة والقرآن الكريم"، متهما بأنها "ليست من بنات أفكار صديقه، وبأن هذه المواضيع لايحسن كتابتها سوى المستشرقين". ويرى بن نبي أن موقف العقبي، يعبّر عن مركب نقص يعاني منه أصحاب الثقافة الأزهرية والزيتونية، لأنهم يعانون مركب نقص نحو الثقافة الغربية، دون إسهام في تقويم مايسمع ويرى.

ويزيد بن نبي في الشرح، فيقول في صفحة 128، أن الاستدمار حين أصدر قرارا بمنع الأئمة من إلقاء الدروس في المساجد، غضب يومها العقبى، وكان قد نصحه بن نبي أن يتخذ من العراء ميدانا للاتصال بالناس ، فرفض العقبي بشدة رأي بن نبي وأصر على إلقاء الدروس بالمساجد، والسبب في ذلك حسب بن نبي، حب الظهور لا غير، وكانت هذه  عيوب رجال الإصلاح والعقبي.

عبر صفحة 130، يتحدث بن نبي عن إعجابه الشديد بباريس، حيث الجامعات والأضواء، فيقول "فهذا البون الشاسع بين باريس والجزائر قد أذلني كثيرا، لم ارى طالبا عربيا وحيدا يخاطب هذا العالم من حوله بروح من التأمل والإدراك العميق لتلك الهوة التي تفصله عن روح الحضارة."

وفي نفس السياق، يقول في صفحة 131 "لم ألحظ لدى أيّ مسلم يتردد على الحي اللاتيني أيّ إهتمام أو موازنة يبرز مايفصل بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية، ومن هنا إزداد إقتناعي بأن المشكلة الجزائرية هي مشكلة حضارة وليست مشكلة سياسية".

وفي صفحة 131، يعطي الكاتب صورة عن بن نبي، فيصفه قائلا " بن نبي حين ذهب لباريس، كان متشبعا بالثقافة الاسلامية ، فأضاف لها العلوم الغربية وعمق الروحانية المسيحية"، فكانت عوامل في إنشاء هذا المفكر الكبير.

يتحدث في صفحة 131، عن إعجابه الشديد بأصهاره الفرنسيين وبالأخص أم زوجته الفرنسية، وبالريف الذي تسكنه، وصفاء الريف، ونقاوته وفطرته، وقد أعطته هذه الصورة نظرة أخرى عن الحضارة الغربية والمجتمع الفرنسي.

يتحدث في صفحة 134 عن إعجابه الشديد بزوجته الفرنسية التي كانت مثقفة قارئة، إستطاعت أن تحقق من قلة الموارد وضيقها ومصاعبها أفضل النتائج". وكان معجب أيضا بنيتشه وسبينوزا.

وإعجاب بن نبي في صفحة 135 بتنظيم زوجته خديجة الفائق، جعله يهتم بالذوق الجمالي الذي جعله من أسس الحضارة في كتبه وكتابه شروط الحضارة.

يتحدث عن تأثره بأوربا في صفحة 136، فيقول "أشد ماأثر في نفسي وأنا في أروبا هو روح العلم التي هي أكثر من العلم نفسه، وقد أخذت دائما في الحسبان بأن ماينبغي التطلع إليه هو الروح".

وسوم: العدد 626